اللغة الرسمية في البرتغال هي البرتغالية، وهي واحدة من اللغات الرومانسية المنبثقة من اللاتينية القديمة. يتم التحدث باللغة البرتغالية كلغة أم بين 96٪ من السكان، مما يجعلها اللغة الرئيسية المستخدمة في مختلف جوانب الحياة اليومية، بدءًا من الكتابات والإعلام وحتى المعاملات التجارية. تعد البرتغالية جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية الوطنية وتعكس تاريخ البلد العميق والجذور التاريخية المرتبطة بالحكم البرتغالي السابق لأجزاء كبيرة من العالم.
بالإضافة إلى كونها اللغة الرسمية للبرتغال نفسها، تعتبر أيضًا اللغة الرسمية لعدد من الدول الأخرى ذات الصلة بتاريخ البرتغال الاستعماري. تشمل هذه الدول: البرازيل وموزامبيق وأنغولا وجزر القمر وجنوب السودان وغينيا بيساو وتيمور الشرقية وغينيا الاستوائية وساو تومي وبرنسيب وجمهورية الرأس الأخضر. هذا التوزيع الواسع يؤكد مكانة البرتغالية كواحدة من أهم اللغات العالمية. وفقاً لإحصائيات موجودة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، يوجد حوالي 10 ملايين متحدث أصلي في البرتغال نفسها وحوالي 187 مليون نسمة حول العالم يستخدمون البرتغالية كمكون أساسي في حياتهم اليومية، خاصة في إفريقيا وأمريكا الشمالية.
من المفاهيم الخاطئة الشائعة الاعتقاد بأنه يمكن وصف البرتغالية كمجرد "لغة برازيلية"، رغم الشعبية الجارفة لتوظيفها هناك. ففي الواقع، يعيش أقل من خمس سكان الناطقين بالبرتغالية داخل حدود البرتغال نفسها بينما يشكل الآخرون معظم مجتمع المحادثين بالعربية الذين ينتمون لدول مختلفة عبر قارات عدة. وقد أدى نموها المتزايد والحاجة المتنامية للتواصل العالمي إلى اعتبار البرتغالية حالياً أحد أول ست لغات تستخدم عالمياً، وهو أمر يدل على جاذبيتها ونطاق تأثيرها الواسع.
تاريخياً، تأثر قاموس الكلمات الخاصة باللغة البرتغالية بشكل ملحوظ بالتراث العربي بسبب النفوذ الكبير لممالك بني عمرو من المغرب والأندلس أثناء سيطرتهم الطويلة المدى على بعض مناطق جنوب أوروبا خلال القرون الوسطى. واستمرت آثار تلك الفترة الزمنية حتى يومنا الحالي مع وجود عشرات المصطلحات المستمدة مباشرة من الأصل العربي ضمن مفرداتها الحديثة. وفي حين تحتفظ اللغة أيضاً بطابع خاص وفريد لها إلا أنها ليست منعزلة تماماً عن محيطها الخارجي إذ تتداخل فيها التأثيرات اللغوية المختلفة الأخرى بما فيها الإنكليزية والإسبانية حسب الاختلاف الجغرافي والتطور التدريجي لعصريتها الجديدة المتغيرة باستمرار.
وفي ختام الأمر، يظهر جلياً كيف استحالت اللغة البرتغالية رمزاً ثقافياً ودبلوماسياً بارزاً تعكس تنوع خلفيات ومتغيرات المجتمع الأوروبي الحديث بالإضافة لتاريخ طويل وعريق تمتد جذوره جغرافيا نحو أبعد الحدود السياسية للدولة الأم المؤسسة لها.