تعد سورة الرحمن من السور المدنية التي نزلت بعد سورة الرعد، وتتكون من 78 آية. تتميز هذه السورة بجمال أسلوبها وبلاغتها، حيث تبدأ بذكر اسم الله الرحمن، وهو اسم من أسماء الله الحسنى يدل على رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء.
في الآية الأولى، "الرحمن"، يعتبر المبتدأ، وهو اسم من أسماء الله تعالى، ويتم تأكيده بذكر صفته الرحمانية. أما الخبر في هذه الجملة فهو محذوف تقديره "هو"، أي "هو الرحمن".
في الآية الثانية، "علم القرآن"، يعتبر الفعل "علم" فعل ماضٍ، والفاعل مستتر تقديره "هو"، والمفعول به الأول محذوف تقديره "جبريل"، والمفعول به الثاني هو "القرآن". هذه الجملة تعتبر خبرًا أولًا للمبتدأ "الرحمن".
وفي الآية الثالثة، "خلق الإنسان"، يعتبر الفعل "خلق" فعل ماضٍ، والفاعل مستتر تقديره "هو"، والمفعول به هو "الإنسان". هذه الجملة تعتبر خبرًا ثانيًا للمبتدأ "الرحمن".
أما في الآية الرابعة، "علمه البيان"، يعتبر الفعل "علمه" فعل ماضٍ، والفاعل مستتر تقديره "هو"، والمفعول به الأول هو ضمير المتكلم "الهاء"، والمفعول به الثاني هو "البيان". هذه الجملة تعتبر خبرًا ثالثًا للمبتدأ "الرحمن".
وتستمر السورة في ذكر نعم الله تعالى على عباده، مثل خلق الشمس والقمر بحسبان، وخلق الليل والنهار، وخلق السماوات والأرض، وغيرها من النعم التي تدل على رحمة الله الواسعة.
بهذا نرى أن سورة الرحمن تستخدم أسلوبًا إعرابيًا مميزًا في بناء جملها، حيث يتم استخدام المبتدأ والخبر بشكل متكرر لوصف صفات الله تعالى ونعمه على عباده.