يعد أسلوب القصر من الأساليب البلاغية البارزة في القرآن الكريم، والذي يتميز بوضوحه وعمقه في التعبير عن المعاني المختلفة. هذا الأسلوب يستخدم في القرآن لتعزيز الفهم وتوضيح الأفكار، مما يجعله أداة فعالة في إيصال الرسالة الإلهية.

في القرآن الكريم، يتم استخدام أسلوب القصر لفصل بين معنيين متقاربين، أو لبيان نفي معنى معين. على سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة البقرة: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ" (البقرة: 110). هنا، يتم استخدام أسلوب القصر لفصل بين اليهود والنصارى وبين أبناء الله وأحبائه، مما يوضح أنهم ليسوا أبناء الله ولا أحبائه.

كما يستخدم أسلوب القصر في القرآن لبيان النفي، كما في قوله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" (الإسراء: 32). هنا، يتم استخدام أسلوب القصر لبيان نفي اقتراب الزنا، مما يعزز تحريم هذا الفعل.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم أسلوب القصر في القرآن لتعزيز الفهم وتوضيح الأفكار، كما في قوله تعالى: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" (الأحزاب: 35). هنا، يتم استخدام أسلوب القصر لفصل بين الصفات المختلفة للمؤمنين والمؤمنات، مما يوضح تنوع الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن.

في الختام، يعد أسلوب القصر من الأساليب البلاغية المهمة في القرآن الكريم، والذي يستخدم لتعزيز الفهم وتوضيح الأفكار، مما يعكس براعة اللغة