في عالم يسابق فيه الإنسان الزمن دائمًا، يُصبح فهم ومعرفة "مفهوم الوقت" ضروريًا لاستثمار ساعات يومنا بحكمة وتحقيق النجاح الشخصي والمهني. في جوهره، يُمكن تعريف الوقت بناءً على وجهتي نظر مختلفتين؛ فلسفية وعلمية.
وفقًا للفلسفة، الوقت ليس مجرد فترة زمنية قابلة للقياس، ولكنه أيضًا سلسلة مستمرة ومترابطة من الأبعاد الزمانية. وهو ليس مرتبطًا بأي شكل من الأشكال بالمكان. وبالتالي، فإن الوقت يمثل بعدًا رابعًا أساسيًا رغم طبيعته غير المادية وغير المرئية وغير القابلة للتذوق أو اللمس. ورغم ذلك، فهو حاضر بشكل مؤكد ويمكن مراقبة تحركاته وتقديره.
ومن الناحية العلمية، يشير مفهوم الوقت إلى مقياس تغير الأحداث المرتبطة بالإطار التاريخي المتصل -أي ما حدث سابقًا وما يجري الآن وما سيحدث لاحقًا-. إنه تدفق منتظم وحتمي للأحداث باتجاه محدد بلا رجعة. يعد الوقت بذلك نطاقًا ذاتيًا وحديًا لكل البشر بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو اقتصادية. فكل فرد يحظى بـ ٢٤ ساعة في اليوم، ومن ثم ينعكس قيمته الحقيقة عندما يستثمر هذه الثروة الثمينة بكفاءة.
إن أهمية تسييل واستغلال دقيق لقيمة الجداول الزمنية تفاقم مع تسارع عجلة الحياة المعاصرة. إنها ليست مهمتها تجنب الإرهاق فحسب ولكن أيضاً توفر الفرصة للاستمتاع بأنشطة مختلفة كثيرة مثل هوايات هادئة ومساحة للدعم الصحي والعائلي. بعض المقترحات العملية للإدارة الأمثل للجداول تشمل تحديد أولويات المهام، والتخلص من عوامل تبديد الطاقات الواضحة, رسم خطوط واضحة لأهداف قصيرة المدى ولإجراء روتين يومي معتدل التعامل معه بالإضافة لحسن التصرف تجاه الضغط النفسي عبر التأمل والمشاركة المجتمعية خارج حدود العمل والشأن المهني عند حلول مدد الراحة .
وفي الأخير نقول إن تقنين الموارد الزمنية الخاصة بنا يأخذ موقع الريادة ضمن ركب الأفراد الأكثر إنتاجية وسعادة وسعادة قلب تنطلق من داخل الذات الإنسانية ، فهي حقا أجمل ثروة لنا جميعاً!