في قلب الحياة الثقافية للهند يكمن حدث مفعَم بالحياة والفرح والإبداع يتمثل بـ "هولي"، المعروف أيضاً باسم "عيد الألوان". هذا التقليد الجميل ليس مجرد احتفال بدني بل إنه مرآة لعيد الزهور الربيعية ومعبر ديني عميق للأديان الهندوسية المحلية. يتميز يوم هولي بمحبة وصداقة وإحتفاء بتعددية الثقافات.

تاريخ وهولوكة هولي

يشير بعض المؤرخين إلى جذور هولي القديمة المرتبطة بإلهة دينية تسمى هوليكا. وفقاً للأساطير الهندوسية، كانت هناك قصة خاضت محنتها هذه المرأة البطلة والتي أصبحت رمزًا للشجاعة والثبات أمام الظلم. بعد أدائها العديد من أعمال الخير والعطاء، كرست نفسها للتضحية بالنفس لتحرير ابن أخيها براهلاداس من سيطرة والديه غير الرحيمة.

كان الملك حاكم قاسٍ طلب رابطة الولاء المطلق وابنه برهلاداس، الذي أصبح ملتزم بالإيمان بويسنو، أثار استياء أبيه بسبب تشبثه الراسخ بذلك الاعتقاد. رغم جهوده المستمرة لإعادة ابنه إلى معتقداته الخاصة، ظن الملك أنه لن يستطيع تغيير قلوب أولاده ولذلك لجأ للقوة والقمع. قررت هوليكا استخدام معرفتها بالسحر لحماية نجل الأخ العزيز منها خلال إقامتهم بالقرب للنار المقدسة. وعلى الرغم أنها احترقت أثناء القيام بهذا الفعل الكريم، فإن قوة إيمان واستسلام بروهلاداس الصادق نجحت في إنقاذه مما جعل أسطورته مصدر إلهام للدروس الروحية حول الحب والتسامح والصمود ضد الظلم.

طقوس واحتفالات هولي

تحكي حياة النورانية للعائلة الهندية قصة تتجدد كل عام تحت مظلة مراسم هولي العتيقة المنعشة. تبدأ التحضيرات لهذه الواحدة من أهم المناسبات الوطنية عندما تقترب فترة ذروة الصيف بشهر مارس/ آذار عند اكتمال الشهر الهجري الثاني عشر (فالغن). يعدّ المشجعون مبكرين بإحضار لوازم الرسم بالحبيبات الملونة ("الغول") ومياه الألعاب ومجموعاتها المختلفة خاصة بكبسولات رش المياه ذات التصميم الخاص! يقيم السكان الشعائر العامة بنار كبيرة مصنوعة من خشاش ونشارة خشبية تصنع تمثيلاً بيانيًا مجازيًا للحريق القدسي. ينصب التركيز الرئيسي هنا على تمثيل تضحيات الشخصيات التاريخية الأسطورية عبر خلق صورة ثلاثية الأبعاد متقنة لدور شخص هوليكا الحقيقي داخل منطقة مفتوحة واسعة يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة جدًا. ومن المهم ملاحظة عدم وجود مخاطر فعلية مرتبطة باستخدام عناصر متفاوتة القابلية للإشتعال بشكل كبير لأن الوقاية ضرورية للغاية بالنسبة لأصغر الأعضاء الذين يشكلون نسبة كبيرة جداً ممن يتواجدون بحضور الحدث الحيوي المنتظر سنوياً منذ القدم حتى الآن بلا انقطاع أبداً...

بعد الانقلاب الكبير الأخير ليوم هائل مكتمل بكل التفاصيل بما فيه حرق التمثال المكرس لشخصية هوليكا بينما يصفق الجميع ويتفاعلون بصوت عال.. يأتي دور رسم الوجه والجسد بالعبارتين 'رونغ'('lāl) والورديتين المشرقات بالتحديد كي نتذكر مدى قرب نهاية رحلة تحمل عبئاً ثقيلاً نحو فجر جديد ملؤه الطاقة والأمل! وفي صباح اليوم الثاني, تغطي أجواء البلدة جو مرح وسعادة وسعة صدر تصل ذورتها القصوى وهي ترى كيف اندمجت الطبقات الاجتماعية والثقافات المتنوعة بدون حواجز بغرض مشاركة تجربة فريدة وفريدة حقا فيما يعرف بذكريات العمر الجميلة لدى معظم الأشخاص اليوميين المقيمين بالمختلف مناطق الوطن الأم المختلفة. يصف كتاب آخر وصف أكثر تفصيلًا لكيفية انتشار اللون الأحمر والأزرق والخضر وغيرهما على وجوه المواطنين الممتزجين بجسم كل منهم الآخر بطريقة عفوية مثيرة تتبع نهج الترحال المعتمد على نمط المشي العام وليس المركبات الأخرى كما يحدث حالياً وذلك نظرا لصعوبة وضع قوانين تحدد آليات التنقل في أماكن الضيقة المكتظة بالفعل بالناس والسائحين وصناع الفن المختلفين كذلك بالإضافة للسماسرة أيضًا!!! لذا، فانفتاح المكان العام ومشاركة الأفراد جميعا تلك التجربة السردية الرمضانية فقط أمر مميز وطريف ببدايته تمامًا .