ميلانو، المعروفة باسم "مدينة الدومو"، تحتضن تاريخاً غنياً يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد حين أسست كبلدة رومانية صغيرة تُدعى ميميليا. خلال هذه الفترة المبكرة، كانت ميلانو محطة هامة على طريق الرومان بين برغامو وبولونيا. بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، شهدت المدينة فترة من الاضطرابات السياسية ولكنها استعادت مركزيتها تدريجياً مع بداية عصر النهضة.
في القرون الوسطى، تحولت ميلانو لتصبح واحدة من أكثر المدن ثراءً وتأثيراً في أوروبا. اكتسب دوقات سافوي السيطرة عليها وأصبحوا حكاماً قويتين لها. أدى ذلك إلى ازدهار الفن والثقافة، حيث ظهر العديد من الفنانين والموسيقيين البارزين الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الفكر الأوروبي.
بداية عصر حديث جديد جاءت مع نهاية الحكم الفرنسي لميلانو عام 1796، مما مهد الطريق لتشكيل جمهورية ذات حكم ذاتي. ومع ذلك، ظلت تقلبات السياسة تلقي بظلالها على مستقبل المدينة حتى بدء الوحدة الإيطالية في القرن التاسع عشر والتي أتاحت اندماج ميلانو رسمياً ضمن البلاد الوليدة إيطاليا الحديثة.
اليوم، تعد ميلانو أحد مراكز الاقتصاد العالمية ولديها اقتصاد متنوع يشمل قطاعات مثل الأزياء والتجزئة والخدمات المالية والسياحة. تشتهر المدينة بحياة الليل النابضة بالحياة والمعالم التاريخية مثل كاتدرائية دومو وسوق غوادانيا الخلاب. وبالإضافة لذلك، تحتضن الجامعات الشهيرة التي تساهم بشكل كبير في المشهد الثقافي والعلمي للمدينة.
ومن الجدير بالذكر أيضاً دور ميلانو المحوري خلال الحرب العالمية الثانية باعتبارها موقعاً رئيسياً للغارات الجوية الألمانية والإيطالية ضد القوات المتحالفة. ورغم كل الصعوبات التي واجهتها طوال تاريخها الطويل، فقد تمكنت ميلانو من الحفاظ على روحها وتميزها كمكان يجتمع فيه الماضي والحاضر بطرق فريدة ومتنوعة للغاية.