"التعليم الحديث: نحو إعادة تعريف الغاية"

تُثبت هذه المحادثة تركيز المتحدثين على نقاش عميق حول دور التعليم الحديث وأثرِهِ المُحتمل على تطور الطلاب وفهمهم للعالم من حولهم. يبدأ كلٌّ من "الهواري

- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تُثبت هذه المحادثة تركيز المتحدثين على نقاش عميق حول دور التعليم الحديث وأثرِهِ المُحتمل على تطور الطلاب وفهمهم للعالم من حولهم. يبدأ كلٌّ من "الهواري بن فضيل" و "الدكالي الجنابي"، بملاحظتين مشابهتين ولكن بتراكيب مختلفة قليلاً فيما يتعلق بالعيوب المحتملة للنظام الحالي للتعليم. يعرب "بن فضيل" عن اعتقاد بأن النظام التعليمي الحديث قد يغفل البحث العميق داخل حدود المعرفة، مما يؤدي إلى تقليل القدرات النقدية والإبداع لدى الشباب. يشير أيضاً إلى أنه عوضاً عن تعزيز القدرة على التفكير الاستراتيجي والاستنتاج، فإن هذا النظام يعمل أكثر بكثير كمصدر لشهادات بقدرته على نقل معلومات للحصول على درجات اختبار جيدة. وبالتالي، فهو يجادل بأن التركيز الرئيسي للتعليم ينبغي أن يكون بناء الأفراد الذين يتمتعون بفطنة حادة واستعداد لتحليل المواقف الجديدة واتخاذ القرارات المثلى منها. رغم الاعتراف بأهمية المهارات العملية، إلا أنه يقول إنها ليست ذات جدوى كاملة بدون قاعدة معرفية وفهم واسعة. يتفق "الدكالي الجنابي"، حيث ينظر أيضاً إلى نظام التعليم الحديث بأنه مصمم بشكل رئيسي لإنشاء قوة عاملة ماهرة ومتخصصة بدرجة كبيرة في مجالات عمل معينة أكثر منه خلق أفراد بارعين في تفكير حر ونقد. يرى أن هذه المقاربة تساهم في دورة مستمرة من الجمود الفكري والتقييد الإبداعي عند طلابنا. دعا الأمر لصالح التأكيد الأكبر على عمليات التعلم التي تتمحور حول الاستقصاء المبني على الفضول الشخصي والمعرفي للوصول لأفضل فهم ممكن للمعارف المختلفة - وهو ما سيؤدي بدوره لبناء مجتمع أكثر مرونة وثبات أمام التحديات المستقبلية. وفي نهاية المطاف، يبدو الاتفاق العام واضحا هنا: هناك حاجة ملحة لعكس مسار التعليم التقليدي نحو هدف أبعد مما يوفر حالياً؛ أي تأمين بيئة تعلم تسمح باستبطان الذات الذكية والمبتكرة، وتعزز من قدرات الطلبة على التصدي للإشكالات الحديثة بطرائق جديدة ومبتكرة.

عبدالناصر البصري

16577 Blog indlæg

Kommentarer