يُعتبر العصر الطباشيري فترة جيولوجية حاسمة امتدت بين حوالي 145 مليون سنة و66 مليون سنة تقريبًا، وهو جزء من الحقبة الكريتاسيوسا التي تنتمي إلى حقبة الدهر الوسيط. تتميز هذه الفترة بتغيرات بيئية كبيرة أثرت بشكل عميق على تاريخ الأرض وعلم الأحياء فيها.
من الناحية الجغرافية، شهد العصر الطباشيري تحولاً كبيراً حيث بدأت القارات في الانجراف والتجمع لتشكل الأشكال البركانية الحديثة كما نعرفها اليوم. كانت هناك نشاطات بركانية واسعة النطاق أدت إلى تشكيل سلاسل جبلية جديدة مثل جبال روكي وأنديز والأطلس المتوسط. كما ازدهرت البحار الداخلية في مناطق عديدة حول العالم نتيجة لهذه الحركات التكتونية الهائلة.
فيما يختص بالمحيطات، كان للعصر الطباشيري دور محورياً أيضاً. اتسم بحر غوليته الغنية بالحيوانات الدقيقة والفطريات القديمة والتي كانت أساس نظام غذائي أساسي لمجموعة متنوعة من الأنواع البحرية الأكبر حجماً. بالإضافة لذلك، ظهرت الشعاب المرجانية خلال هذا الوقت لأول مرة بصورة واضحة جدًا مما ترك آثارًا واضحة حتى يومنا الحالي في شكل الصخور الرسوبية والمعادن المختلفة المنتشرة عالميًا.
أما فيما يتعلق بالحياة النباتية والحيوانية، فإن العصر الطباشيري معروف بأنه عصر الديناصورات الأعلى. تطورت مجموعة واسعة منها بما في ذلك الزواحف العملاقة والثدييات الصغيرة الأولى. لعبت النباتات أيضًا دوراً رئيسياً في اقتصاد البيئة آنذاك مع انتشار الأشجار والنباتات الوعائية والخيوط السرخسية وغيرها الكثير عبر سطح اليابسة.
بشكل عام، يعكس العصر الطباشيري ثراءً هائلاً للتطور الجيولوجي والحياة فوق الأرض تحت مظلة ظروف مناخية مختلفة ومتغيرة باستمرار.
