يشتهر مضيق جبل طارق بأنه أحد أكثر المواقع البحرية أهمية واستراتيجية في العالم، وليس فقط بسبب ظروفه الطبيعية الفريدة ولكن أيضًا لتاريخه الغني والتأثير الكبير الذي تركه عبر الزمان. عندما نتحدث عن العرض، فإن الأمر ليس بسيطًا؛ فهناك عدة مقاييس مختلفة يمكن استخدامها اعتمادًا على الموقع داخل المضيق نفسه.
يمتد مضيق جبل طارق بطول يبلغ حوالي ثمانيةٍ وخمسين كيلومترًا، لكن هذا الرقم يأخذ في الاعتبار المساحة الشاملة وليس مجرد عرض ثابت. بالنسبة للعرض، هناك العديد من النقاط الرئيسية التي تستحق النظر فيها:
- الجزء الأكثر ضيقًا: بين Point Marroquí في إسبانيا وPoint Cires في المغرب، حيث يتسع المضيق لحوالي ثلاثة عشر كيلومترًا. وهذا يشكل أضيق نقطة فيه.
- الجزء الأوسع: بالنظر غربًا نحو الجانب الأوروبي، فبين الطرف الشمالي الأغر والطرف الجنوبي سبارتل، يصل العرض إلى ما يقرب من ثلاثة وأربعين كيلومترًا.
- الجانب الشرقي: هنا، عند النظر شمالًا من أعمدة هرقل - وهي الصخور الشهيرة المرتبطة بتاريخ المضيق - حتى جبال موسى وهتشو، ينخفض العرض مرة أخرى ليصبح حوالي ثلاثة وعشرين كيلومترًا.
- العمق المتوسط: وعلى الرغم من التركيز الرئيسي هنا هو على العرض، إلا أنه يجدر بنا ذكره أن متوسط عمق مضيق جبل طارق يساوي ثلاثمائة وستة وثلاثون مترًا تقريبًا.
هذه المقاييس توضح مدى تعدد البعد والجوانب المختلفة لمضيق جبل طارق، مما ينسجم مع دوره المركزي باعتباره رابطًا حيويًا بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وقد أدى هذا الدور الاستراتيجي إلى جعل منطقة المضيق محور اهتمام دوليًا منذ القدم حتى يومنا هذا.