- صاحب المنشور: سهيلة بوزيان
ملخص النقاش:
يشكّل نقاش "مدينة المستقبل" محور تركيز هذا الحوار، حيث يتم تسليط الضوء بشكل خاص على التفاعل بين الرغبة في الحفاظ على التراث الثقافي والإرشادات اللازمة للحفاظ على البيئة. يركز كل مشارك على جانب مختلف لكن مترابط لهذه المشكلة.
يبدي عمران اليعقوبي تأكيده على الأهمية القصوى للحفاظ على التراث الثقافي ولكنه يؤكد أيضا حاجتنا لمواجهة التغيرات البيئية بالأفكار الجديدة والمبتكرة. يقترح طريقة الترميم الفني لمبانينا التاريخية باستخدام تقنيات صديقة للبيئة تعتمد على مواد بناء مستدامة وتحسين الكفاءة في استخدام الطاقة. بهذا الشكل، حسب رؤية عمران، يمكننا تقديس ماضينا مع تلبية احتياجات الحاضر.
من جانبه، يدافع الخزرجي المهدي عن منظور مدمج آخر. فهو يحترم دعوة عمران للإصلاح البيئي داخل المباني التاريخية ولكنه يشير إلى أنه ربما لن يكفي الاعتماد فقط عليها. ويجادل بأن الخطوة الأكثر فعالية هي تطوير نوع جديد من الهياكل التي تعزز المواصفات البيئية وتعكس الهوية الثقافية بطريقة جريئة وإبداعية وفي نفس الوقت مُرضية للعيون الجمالية لمنطقة وسط المدينة وأهلها الأصليين. هنا، يُشدد على أهمية الابتكار - ليس فقط من حيث الحلول العملية وإنما كذلك في تقديم رؤى جديدة ورائدة لأسلوب حياة حضري قابل للاستمرار.
يستكمل العربي القروي الحديث بتأكيده على اقتراح الخزرجي المهدي بأنه بمفرده قادرعلى التعامل مع هذه المسائل المعقدة المتداخلة. وهو يتفق مع فكرة الانفتاح الإبداعي والتكنولوجي في عملية بناء مدينة المستقبل، مؤكداً أنها ليست قضية تتعلق بتعديل المنشآت القديمة فقط بل تحتاج إلى بذل جهد متواصل لتصميم بنية تحتية وعروض خدمات جديدة نابضة بالحياة ومتنوعة ثقافياً والتي تكون جزءاً أساسياً مما سيتم تغييره مهما كانت الظروف المناخيّة الآن أو لاحقا.