لو رجعنا بالعصور إلى الوراء، سنرى أن الاكتشاف الأولي للخاصية التي نعرفها الآن باسم "الكهرباء" يعود إلى اليونانيين القدماء الذين لاحظوا ظاهرة الجذب بين العناصر المشحونة مثل الشعر والعاج بعد فركهما معًا حوالي العام 600 ق.م. ولكن، الرجل الذي يمكن اعتباره أكثر الأشخاص تأثيراً في تطوير فهمنا الحالي للكهرباء ليس واحدًا فقط، وإنما مجموعة من العلماء والمخترعين عبر التاريخ.
أحد هؤلاء الرجال البارزين هو العالم الإنجليزي وليام غيلبرت (William Gilbert). في القرن السابع عشر، استخدم غيلبرت المصطلح "electricus"، وهو مشتق من الكلمة القروسطية "electro"، للإشارة إلى الظواهر المرتبطة بالشحنات الكهربائية. ربما أشهر هذه الشخصيات، ومن الأكثر شهرة ارتباطًا بالبنارق الكهربائي، هو الأمريكي الشهير بنجامين فرانكلين. في العام ١۷۵۲ م، خاض بتجرِبَته الشهيرة برفعه الطائرة الورقية خلال عاصفة رعدية ليُثبت تشابه البرق والتآزر الكهربائي. هذا التجربة لم تؤكد فقط الطبيعة الكهربائية للرعد، بل مهد الطريق لدراسة المزيد عن خصائص ومعنى الكهرباء.
لكن الشخص الذي يُعتبر بشكل كبير بأنه "مكتشف" الكهرباء الحديثة هو الإيطالي أليساندرو فولتا. قدم اختراقاته العلمية المهمة في مطلع القرن التاسع عشر عندما ابتكر البطارية الأولى، وهي وسيلة لتوليد وتنظيم الكهرباء لأول مرة بطريقة مستمرة ومتواصلة بدلاً من الاعتماد على الاحتكاك أو التفريغ المفاجئ كما كانت تُستخدم سابقاً. إن تطويرات فولتا للأقطاب المتقابلة، سواء أكانت موجب أم سالب، أسفرت عن جريان ثابت وشغل للسعات الكهربائية داخل الموصل - تعد هذه حدث تاريخي مهم للغاية يكرس لفولتاي مكانته باعتباره رائد علمي رئيسي في مجال الفيزياء والكيمياء معًا نظراً لاعتماد أبحاثه على أساس ثابت من التفاعلات الكيميائية أيضًا.
وبذلك فإن مساهمة كل واحدٍ منهم محوريّة ولا يمكن تجاهلها عند الحديث عن مسيرة توضيح خواص ومبادئ الكهرباء والجهد المقاوَم والإمكانات المؤثرة فيها وكل عناصر النظام الكهربي ذاته المعروف لنا الآن.