يُعتبر القرآن الكريم من أعظم الكتب الإلهية التي حوت في طياتها معجزات بلاغية وإعجازية لا تعد ولا تحصى. ومن بين هذه المعجزات، نجد الإيجاز البديع الذي يتميز به القرآن، حيث يجمع بين القصر في عدد الكلمات والعمق في المعاني. وفيما يلي بعض الأمثلة على الإيجاز في القرآن الكريم:

1. قول الله تعالى: "فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ" (الزمر: 53). هذه الآية تُغني عن ذكر تفاصيل كثيرة، حيث تعني أن من تاب إلى الله بعد تذكيره، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنوبه.

1. قول الله تعالى: "مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ" (الأنعام: 130). هذه الآية تُلخص عواقب الكفر دون الحاجة إلى ذكر تفاصيل العذاب، لأن من أحاط به كفره فقد أحاطت به كل خطيئة.

1. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنما" (رواه الترمذي). هذه الجملة القصيرة تُلخص أهمية الأمانة في حياة الأمة الإسلامية، وتشير إلى أن فقدان الأمانة هو بداية الانحلال والفساد.

1. قول الله تعالى: "خُذِ العفو وَأْمُرْ بالعرف وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهلين" (الأعراف: 199). هذه الآية تُوجز ثلاثة أوامر مهمة في التعامل مع الناس، وهي: الصفح عن الجاهلين، الأمر بالمعروف، والتعرض عن الجاهلين.

1. قول الله تعالى: "وَقِيلَ ياأرض ابلعي مَآءَكِ وياسمآء أَقْلِعِي وَغِيضَ المآء وَقُضِيَ الأمر واستوت عَلَى الجودي وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظالمين" (هود: 44). هذه الآية تُلخص أحداث قصة نوح عليه السلام، حيث أمر الله الأرض والسموات بأفعال مختلفة، وأهلك الظالمين.

هذه الأمثلة تُظهر كيف أن القرآن الكريم يستخدم الإيجاز كأسلوب بلاغي لجمع أكبر قدر من المعاني في أقل عدد من الكلمات، مما يجعله كتابًا معجزًا في بلاغته وإعجازه.