أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، المعروف بابن النحاس، هو أحد أبرز الشخصيات في مجال النحو والعلوم القرآنية في مصر خلال القرن الرابع الهجري. ولد ونشأ في مصر، وتلقى تعليمه في مسقط رأسه، حيث برع في العلوم الشرعية واللغوية. كان رحمه الله واسع العلم، غزير الرواية، كثير التأليف، ويُعرف عنه أنه إذا خلا بقلمه جوّد وأحسن.

تلقى ابن النحاس العلم على يد العديد من العلماء البارزين في عصره، سواء داخل مصر أو خارجها. ومن بين مشايخه: أبو العباس المبّرد، علي بن سليمان الأخفش، نفطويه، وأبو إسحاق الزجاج. هذه التنوع الثقافي في مشايخه انعكس على مصنفاته الواسعة التي شملت مجالات متعددة مثل النحو، الأدب، اللغة، التفسير، الحديث، والفقه.

من أشهر مؤلفات ابن النحاس: "إعراب القرآن"، "معاني القرآن"، "تفسير القرآن"، "تفسير أبيات سيبويه"، و"الناسخ والمنسوخ". توفي رحمه الله بمصر يوم السبت 5 ذو الحجة سنة (338هـ)، وقيل: سنة (337هـ). وكان سبب وفاته أنه جلس على درج المقياس على شاطئ النيل وهو يُقطِّع بالعروض شيئًا من الشعر، فدفعه بعض العامة برجله في النيل، فغرق ولم يُدر أين ذهب.

كان لابن النحاس دور كبير في تطوير العلوم اللغوية والقرآنية في عصره، وترك إرثًا علميًا غنيًا لا يزال مرجعًا مهمًا حتى يومنا هذا.