تعتبر مهارة الإيثار من أهم القيم التي يمكن غرسها في نفوس الأطفال منذ سن مبكرة، فهي تساهم بشكل كبير في بناء شخصياتهم وتعزز علاقاتهم الاجتماعية ورفاهيتهم العاطفية. وفي هذا السياق، سنستعرض فيما يلي بعض الطرق العملية لتدريب الأطفال على ممارسة روح الإيثار والإحسان تجاه الآخرين.
- التعليم بالقدوة: يميل الأطفال إلى تقليد سلوك الوالدين وأفعالهم، لذا يعدُّ القدوة الحسنة وسيلة فعالة لنشر معاني الإيثار. يمكنك البدء بتشجيع طفلك على مشاركة الألعاب والأطعمة وغيرها مع إخوته أو زملائه، كما يُفضل عرض أمثلة لأعمال خيرية يقوم بها أفراد آخرون إن كانت تتناسب مع فهم الطفل وقدراته الفكرية.
- استخدام القصص والحكايات: تعد القصص وسيلة جذابة ومؤثرة لنقل المفاهيم الأخلاقية والقيم الإنسانية للأطفال بطريقة مسلية وتفاعلية. اختر قصصاً تربويةً تحكي عن الشخصيات الكريمة والمُحسنات وكيف أثرت أعمالهم الرائعة على حياة من حولهم. هذه القصص ستلهم طفلتك الصغيرة وتزرع بذور الرحمة والعطاء داخل قلبها.
- المشاركة المجتمعية: خصص وقتاً لعائلتك للمشاركة في فعاليات مجتمعية مثل زيارة دور الرعاية ودعم الجمعيات الخيرية وحضور المناسبات الثقافية والدينية المحلية. توفر مثل هذه التجارب فرصاً فريدة لفهم تأثير الأعمال الإنسانية ومدى فرحتها لكلٍ ممن يعيشون محيطك الاجتماعي.
- تشجيع العمل التطوعي: بدلاً من التركيز فقط على المساعدات المالية، شجع ابنتكِ على فعل أعمال تطوعية بسيطة ولكن مفيدة لمحيطها المدرسي مثلاً؛ كمساعدة المعلم أثناء الدروس الخاصة أو تنظيف الحديقة المدرسية جنباً إلى جنب مع رفاق الصف. سيجد صغيرتك المتعه بالإنجاز والشعور بالسعادة النابعة مما قدّمته للآخرين بلا انتظار مقابل ولا استحقاق!
- مكافأة الجهد وليس المكاسب الشخصية: عندما تقوم طفلتك بشيء جيد لصالح الغير بدون توقعات محددة بالمقابل، اثني عليها وشيد بمجهوداتها وصفاتها الجميلة. تجنب الربط بين عمليتي الشكر والتقدير وبين الحصول على مكافآت مادية مباشرة لأن ذلك قد يشوه دوافعها ويعطي انطباعاً بأن هدفها الوحيد هو المنفعة الذاتية وليست نبل السريرة وإحساس الامتنان نحو المستفيدين النهائيين لإيصال تلك رسائل الخير للعالم الخارجي الواسع!
باتباع الخطوات السابق ذكرها بإضافة المزيد من الأمثلة الواقعية والتجارب اليومية المبنية عليها خلال تنشئة الطفل، تستطيع الاسر تحقيق تغيير ايجابي ملحوظ نحو ترسيخ جوهر الايتار لدي فلذات اكبادهن طالما كان البيئة الأسرية داعمة ومتعاونة لتحقيق اهداف منها تخليق بيئه موثوقة وآمنة تسمح بحرية التجربة والاستمتاع بالتأثير المباشر للتغيرات التي سوف تحدث لاحقا نتيجة لما تعلمناه سوياً الآن!