تُعدّ نظرية المعرفة، والتي تعرف بالإبستمولوجيا، دراسة فلسفية عميقة تتناول طبيعة المعرفة البشرية، أصالتها، حدودها، وطرق الحصول عليها. تستقي هذه الدراسة جذورها من العالم اليوناني القديم تحت اسم "episteme"، والذي يعني حرفياً "معرفة". تُعتبر الإبستمولوجيا واحدة من الفروع الرئيسية للأفكار الفلسفية منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
يجمع المسار الحديث للإبستمولوجيا بين عدة مسارات فرعية مهمة:
المشروع اللغوي
يهتم هذا الفرع بتحديد كيفية استخدام كلمة "أعرف" ضمن جمل التأكيد المستخدمة في اللغة اليومية. يُركز الباحثون هنا على استكشاف العلاقات الدقيقة بين المعنى والدلالة لهذه الكلمة وكيف يمكن لها تشكيل تصوراتنا حول المعرفة.
المشروع التحليلي
يسعى هذا الاتجاه إلى تفكيك المفاهيم المعقدة للرؤية الذاتية للعالم عبر تحليلها إلى عناصر أساسية أكثر بساطة. مثلاً، ينقسم ديكارت المعرفة إلى إدراكات واضحة تماماً بينما يقترح كانط أنه يمكن تحقيق معرفة كاملة فقط إذا كانت صحيحة وفقاً لأحكام شخصية وموضوعية متفق عليها مجتمعيًا.
المشروع المعياري
يشغل الجزء الخاص بالأخلاقيات مكانته الخاصة داخل مجال نظرية المعرفة. يدور تركيزه حول التعرف على الضوابط والقواعد غير المعلنة التي تحدّد مدى صلاحية وجدارة المعلومات والحكم المستند إليها. تربطه علاقة وثيقة بكلتا المحاور الأخرى فيما يتعلق بطريقة توظيف الأفراد لهذه المعايير سواء أثناء تطوير آليات جمع البيانات أو عند تقويم نتائج البحث العلمي.
المشروع الوصفي
يتم التركيز خلاله بصورة رئيسية على عملية خلق وصنع الحقائق ومعارف جديدة دون الانزلاق تجاه فرض شروط مسبقة بشأن الخلل المحتمل دخوله العملية. ويتضمّن الموضوعات الجانبية المرتبطّة بالنِظام المنطقي للحسابات الكامنة خلف بناء نظريات مكتسبة سابقا بالإضافة لتوضيح كيفية توليد خبرات علمية مختلفة.
مشروع التحقق من صحة المعرفة
الغرض منه مزدوج؛ أولاهما تأمين ثبات وجود اعتبارات منطقية تحيط بكافة جوانب موضوع النقاش مورد الاستنكاف من قبل الجمهور ذوات الاحترام والتوقير لهولايتها .وثانيهما يقوم برسم الحدود الواسعة نسبيا لتلك الشرائط المثالية الجامعة لكل ابحث محتمل ليصبح قادراً بذلك علي الوصول لحالة الوصول الي مرحله معرفيه عاليه وبذلك نجد ان كل تلك التقسيمات تلعب دور محوري بمجالات مختلفه ومتنوعه لفلاسفه ومختصين يحملون اهتمامات متخصصة بفكرة تحقيق ودعم مستويات أعلى للمعلومات والمزيد من تبصر وعدم غلو بنظرتهم لعالم الاكتشاف والمعرفه ذاتها_.
