تقع قبائل الأطلس المتوسط الأمازيغية، المعروفة أيضًا باسم "أيت عتاب" و"إيفغار"، في قلب المغرب المغربي بين سلسلة جبال الأطلس المتوسط الشامخة. هذه القبائل التي تحافظ على تراث ثقافي غني يعود جذوره إلى آلاف السنين، تساهم بشكل كبير في تنوع وديناميكية المجتمع الأفريقي الغربي عبر الفن، اللغة والأعراف التقليدية.
تاريخيًا، كانت قبيلة إيفغار واحدة من أقوى الجماعات العرقية ذات التأثير الكبير في المنطقة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. أسسوا مملكة مستقلة امتدت شمال غرب البلاد نحو الشاطئ الشمالي للصحراء الكبرى مما جعلها قوة جيوسياسية محورية آنذاك. وقد شهد هذا التاريخ الطويل فترة طويلة من الحروب الداخلية والخارجية مع الدولة البربرية والدولة الإسلامية المتنامية. ومع ذلك، فقد حافظت القبائل دائمًا على هويتها وأسلوب حياتها الخاص حتى يومنا الحالي.
اللغة الأم لهذه الشعوب هي الآمازيغية والتي تعتبر إحدى أقدم لغات العالم الصماء. تتميز اللغة بعدد كبير من اللهجات المحلية المرتبطة بالموقع الجغرافي لكل مجتمع أمازيغي صغير داخل القبائل الأكبر مثل ايت عطا وبني حسان وغيرها الكثير. يمتزج استخدام الرسم بالحرف التيفيناغي - نظام كتابة قديم خاص باللغات البردية- بإتقان الحديث بالعربية الفصحى والمالطاوية والإسبانية حسب المناطق المختلفة للسكان.
من الناحية الثقافية، تتمتع قبائل الـAtlas Medium Amazigh بتقاليد عميقة الجذور تتعلق بالأرض والزراعة والحياة الاجتماعية اليومية للنظام الديني. تشمل بعض جوانب الحياة التقليدية أهمية كبيرة للدين الإسلامي ضمن السياقات المحلية القديمة. يؤمن المواطنون تقليديًّا بأن الروحانيّة جزء لا يتجزأ من كل جانب للحياة بما فيه الزواج والعلاقات بين أفراد الاسرة والصحة العامة للمستوطنات الريفية الصغيرة المنتشرة حول مناطق جبل الأطلس الأخاذة المنبسطة أمام البحر الأبيض المتوسط وجبال الصحراء الكبيرة خلفها مباشرة .
ومن مظاهر فنون وممارسات الشعب هنا تصميم الملابس اليدوية الرائعة باستخدام خيوط الصوف الطبيعية والنسيج التقليدي يدويًّا والذي يُستخدم أيضََا لتشكيل مفروشات المنزل النادرَهُ والجذابَةِ للغاية؛ فلكل منطقة ألوان وتصميماتها الخاصة بها وكأنها نافذة جميلة تكشف لنا روح وهوية سكانها باستمرار! كما يتم إنتاج منحوتات خشبية مميزة تعكس حياة الناس وعاداتهم عبر القرون وخاصة تلك الأعمال المستوحاة من الدين والمعتقدات البدائية القديمة قبل ظهور الإسلام رسمياً لديها . بالإضافة لذلك ، فإن الموسيقى والرقص يعدّ أحد أكثر أشكال التعبيرات الروحية انتشاراً وزخرفة لدى السكان الذين يسكنون قرى صغيرة متلاحمة ومترابطة ارتباط شخص بحبيبته وهي تمثل الرابط الإنساني الأكثر صدقا ورومانسية بالنسبة لهم جميعاً بلا استثناء ! وفي النهايه يمكن اعتبار هذه القبائل كمصدر إلهام قوي للتراث الثقافي العالمي وتعريف جديد للعيش المشترك بسعادة وبناء حضارة متكامله تجمع بين الماضي والحاضر المشرق لمزيد من الاكتشاف والاستمرارية مهما تطورت الظروف !
