الاتزان البدني يشكل ركيزة أساسية لصحة أجسامنا، وهو ما يعرف بفكرة الحفاظ على حالة ثابتة وسط تغيرات بيئية وديناميكية داخلية متواصلة. تم ترسيخ هذا المصطلح لأول مرة بواسطة عالم وظائف الأعضاء الأمريكي والتر كانون في ثلاثينيات القرن الماضي. وفقاً لكانون، يمكن تقسيم عمليات الاتزان البدني المتنوعة إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
- التنظيم الحراري: يُعتبر هذا النظام أساسياً للحفاظ على درجة حرارة مستقرة للجسم، وهي شرط حيوي لعمل الخلايا بكفاءة. الحيوانات ذات الدم الدافئ، بما فيها البشر، تتمتع بوسائل داخلية لتحقيق ذلك بينما تستخدم الأنواع الأكثر برودة دمًا -كالزواحف مثلاً- البيئة الخارجية للتكيّف.
- التنظيم الأسموزي: يعمل هذا النظام على ضبط نسب المياه والأملاح بالجسم بطريقة دقيقة لمنع اختلال ضغط الدم والحفاظ عليه ضمن المدى الآمن. تقوم الكليتان بدور محورى هنا لإزالة السوائل الزائدة والمواد الضارة.
- التنظيم الكيميائي: تشمل مجموعة المركبات المختلفة التي يحتاج إليها الجسم مثل السكر والكوليسترول والبروتينات وغيرها الكثير ضمن حدود صحية. تلعب الهورمونات دورا حيويا كمراسلين كيميائيين لنظام الغدد الصم المعقد لإدارة مستويات تلك المواد وحفظ التوازن بين الاحتياجات والاستخدام والاستقلاب.
وعند مواجهة عوامل اضطرابية، يستخدم الجسم شبكة معقدة ومترابطة للإشارات للتحقق من استجاباته وردود فعله المناسبة لحماية نفسه. يحدث معظم ذلك عبر مراكز التحكم في المخ كالجزء السفلى منه المسماه "الهيبوثالاموس"، الذي يعد نقطة الإنطلاق الرئيسية لاستدعاء ردود فعل سلبية مصححة للاختلالات المنظورة أو المقروءة داخليا بناءً على المؤشرات المغذية له مباشرة من باقي أعضاء الجهاز الدوري وأجهزة الإحساس بالأشعة والإفرازات الداخليه للنظام الداخلي للجسم .
هذه العمليات الوسيطة الرشيقة تعكس تنسيقا عجيباً ومعبراً للأداء النموذجي لجسم الإنسان أثناء سعيه الدائم نحو تحقيق الحياة الصحية المثالية بمختلف ظروف حياته اليومية المعتادة والطارئه غير الاعتيادية أيضا !