كان عصر الطباشيري حقبة زمنية حيوية شهدت تنوعاً واسعاً ومدهشاً في أشكال الحياة على الأرض تحت الماء وعلى اليابسة. هذا العصر، الذي امتد تقريباً لمدة 76 مليون سنة بين عامي 145 و65.5 مليون سنة قبل الميلاد، يعتبر أحد الفترات الأكثر ثراءً في تاريخ علم الحفريات.

على اليابسة، كانت الديناصورات هي الأسياد المطلقين للكون حينذاك. بدءاً من الزاحفات العملاقة مثل التيرانوصور ريكس الذي كان يتصدر سلسلة الغذاء، إلى الفرحاسورات الصغيرة الثرثارة التي كانت تتنقل بين الأشجار بحثاً عن الفاكهة، فقد كانت هذه الفترة مليئة بالحيوانات الضخمة والمذهلة. بالإضافة إلى ذلك، برزت الثدييات لأول مرة خلال نهاية العصر الطباشيري المبكر ولكنها ظلت صغيرة نسبياً ومعرضة للهجوم المستمر من جانب الديانتوساوري التي كانت تحكم العالم آنذاك.

وفي المياه، اختلطت الحياة بشكل غني أيضاً. غطت المحيطات مجموعة متنوعة من الحيوانات البحرية بما في ذلك أسراب هائلة من المرجان والحفارات السلمونية وحيتان البلينوكوثين التي يمكن أن يصل طولها لـ20 متراً. وفي الأعماق الداكنة والسحيقة للمحيطات، ازدهرت مجموعات غير عادية من الأنواع الجديدة كليا مثل أمونيتس وأركيساويرس وكريمودونتيداي.

هذه الحقبة ليست فقط مثيرة للإعجاب بسبب حجم وشكل تلك الكائنات؛ بل أيضا بسبب كيفية تكيفها والتكيف مع بيئاتها المختلفة. لقد قدمت لنا دراسات العصر الطباشيري رؤى قيمة حول كيفية تطوير ونشوء أنواع جديدة وتغير المناخ وتأثير الانقراض الجماعي - وهو موضوع سيظل محور اهتمام علماء الأحياء حتى يومنا هذا. إنها قصة لا تزال تحتوي الكثير من الأسرار والعجائب والتي يستمر اكتشاف المزيد عنها كل يوم.