- صاحب المنشور: أزهر الزوبيري
ملخص النقاش:
تمحورت المناقشة حول أهمية التوازن بين مجالي العلوم والثقافة في تحقيق نهضة شاملة ومستدامة. شارك ثلاثة مشاركين هم فؤاد الحنفي، وعبد القهار الموساوي، وبلقيس الريفي بتأملاتهم الفكريّة الواسعة والصحيحة بشأن هذه المواضيع المركزيّة.
فؤاد الحنفي: شدد على حاجتنا لإيجاد توازنٍ يُمكننا من توظيف ملكتي العقل البشريِّ والشعرِ القديمِ بطرائقَ أدائِيَة دقيقة ومُفتوحة للاستكشاف المستمر لإمكانات العلوم الحديثة وتوظيفها لصالح المصالح المجتمعيّة والنّظر إليها من زاوية شموليّة تجمع بين جمال القيم الثابتة وانطلاق الأفكار الجديدة. دعا كذلك إلى دفع عجلة الابتكار بالإنتاج الفكري المثمر والذي يعكس صورة حضارية راقية تؤكد الذات الإنسانيّة واستعدادها لأن تلعب دوراً مركزياً في تقنين هذا النوع المتسم بالحكمة الخالصة وليس المرتهنة بأحداث آنية أو ظروف ظرفيّة.
عبد القهار الموساوي: اعترف بأن الوصول إلى التوازن المنشود ربَّما يشكل مهمة أصعب مما تصوره نظريات مُجرَّدة وخلاصاته نظرية صرفة. يعتقد بأن هناك عوامل ذات طبيعة اجتماعية وأخرى متعلقة بالأبعاد الأخلاقية والمعرفية الخاصة بالعلاقات الإنسaniّة وشروط تطبيقها العملي خارج حدود الدراسات الأكاديميّة المجردة والتي غالبًا ماتكون خالية من قدر كبير من السياقات الواقعيّة المؤثرَة والأخطاء المحتملة عند التنفيذ فعليًا حيث يتم التعامل مباشرة مع بشر يخضعون لهواجس مختلفة ومتنوعة وقد يصل بهم الأمر لاتباع طرق ملتوية تناقض العدالة الأساسية المتاحة ضمن مجال دراسة العلاقات الانسانية.
بلقيس الريفي: أعادت تأكيد موقف الحنفي الأولي فيما يتعلق بنظرة مشتركة لجوانب ثقافيّة عالية بما فيها الفنون الأدبيّة وغيرها إلى جانب اهتماماتها الخاصة بثمار جهود البحث العلمي المُرْهِفة سابق الذكر موضحة خطورة عدم مراعاة الجانب الاخلاقي أثناء عملية تقديم أي نوع مبتكر كالعلوم مثلاً ومن ثمَّ اقترحت رقابة مشددة لهذه الأخيرة لكي تتم مواجهتها بالقدر المُناسب لحماية الأشخاص المعرضين لمثل تلك المخاطر وهي شكوك مشروعيتها وصلاحيتها إذ يوجد أمثلة عديدة لسلوك غير مقبول حدث خلال فترة التجريب الخاص بها ورغم وجود قوانين تنظم عمليات الإختراع لكن يبقى عامل التربية الشخصية مناط التحكم فيه قبل الآخرين الآخرين .