في عمله الأدبي المعروف باسم "جنون الفلاسفة"، يقوم مؤلفَاه نايلجرودجرز وميل تومبسون بتفحص حياة وثقافة ثمانية من أشهر الفلاسفة الأوروبيين، بما في ذلك جان جاك روسو وآرتور شوبنهاور وفريدريش نيتشه وبيرتراند راسل ولويدفيج فيتجنشتاين. يهدف المؤلفان إلى استكشاف مدى توافق أفكار هؤلاء المفكرين بارزة بشأن الأخلاق والسلوك الاجتماعي مع واقع تعاملاتهم الخاصة وسيرتهم الذاتية.
على الرغم من شهرة روسو الواسعة كمصلح اجتماعي وكاتب مشهور، إلا أنه تعرض للنقد بسبب عدم اتباعه لأحكام الأخلاق التي تنادي بها كتبه. فعلى سبيل المثال، اعتمد اعتماداً كبيراً على دعم الأثرياء والتناقض في ولائه للأصدقاء والعائلة. أما بالنسبة لأرتور شوبنهاور المتأمل العميق للطبيعة البشرية والنفسية الإنسانية، فإن تجربة المؤلفان تكشف عن وجه آخر لشخصيته؛ فهو الذي يعاني غالبًا مما وصفوه بأنه سلوك متطرف وغريب في الوقت ذاته والذي يخالف قيمه المعلنة. مثلاً، احتقاره الدائم لرئيس خدمه واتجاهه لتكديس مدخراته المالية بدلاً من الإيداع المصرفي أمر يبدو خارجاً تماما عن مقاييس العدالة الاجتماعية والتي طالما دافع عنها علناً.
بالانتقال لفريدريش نيتشه الذي يعد أحد أهم منظري عصر النهضة الألمانية، نجد أنه رغم تألقه كمنظّر للإنسانية الحديثة ورؤية مستقبلية لما يسمونه "الإنسان الفائق"، فقد واجه انتقادا شديدا بسبب مواقف شخصية تبدو منافسة رؤاه العامة المؤيدة لحقوق النساء ودفاعاته المستمرة عنها. وكذلك الأمر عندما نتحدث عن العلاقات الضيقة التي ربطته بمجموعة صغيرة جداً من الأشخاص المقربين منها امرأة واحدة فقط تدعى لو ساميه بالإضافة لشخصيتها المثيرة للاهتمام داخل مجتمع عصره.
بينما كان بيرتراند راسل يتميز بحضور أكاديمي مرموق ولديه مساهمات كبيرة في مجال المنطق الرياضي وفي مجالات أخرى أيضا كالرياضيات التطبيقية والكلاسيكية وعلم الفلك، فإن سيرته الشخصية مليئة بالمفارقات الصارخة! فقد اشتهر بشدة إيمانه بالقضايا الحقوقية والحريات السياسية والإصلاح المجتمعي الا ان طبائع شخصيته أثبتت خلاف تلك المطالب إذ تبين انه الزواج عدة مرات وكان أبٌ مشينٌ تجاه إبنه برفض ترك ميراث لها ولإعفائه من تحمل مسؤولياته الأسرية أصلاً ! حتى إنه حاول تدبير خطط لإدخاله مصحة صحية نفسية!
أما الفيزيائي السابق قبل تحوله للفلسفة، لودفغيغ فيتجنشتاين، بدا مغايرًا جذريًا لكل صورة واسمه المرتبط بفكرة الاستقرار العقلي والثبات المعرفي عند الكثيرين ممن درست أعمالهم . من ناحية أخري ، حين تتعمق أكثر بسرد قصته ستكتشف كيف تشابكت حياته الشخصية بخيوط ملتوية جعلتها مشبوهة لدى البعض نظرا لاسباب مختلفة منها حالته الصحية الغامضة واتهامات السرقة الأدبية واحتقاره لجيران حي للسكن الجامعي الذي يقيم فيه بشكل دائم مما أدى لصورة منعزلة عنه بلا شك!.
وعندما نقرأ المزيد عبر صفحات كتاب الجنون حول ملف فانكي، يمكن أن نشعر بالقوة الجانبية لسيكولوجيته الغامضة أمام الآخرين بينما يبقى فارغا داخليا وفق التعليق الادبي لهذه الدراسة الوصفية للسيرة الذاتية لهذا النوع الجميل من الأفكار. فبعد رحيله تاركا خلفة صدعا عاطفيا وجسديا وسط زملائه الطلاب والأساتذة الأكاديميون المشتركين معه بالتخصص ذات مرة بالحياة العملية سواء أثناء دراسته للحصول علي درجة علمية عالية ام اثناء العمل التدريس بكل مؤسسات هندسة الهندسية المختلفة داخل اروبا القارية عامة وحديثا ايضا بإمتداد منطقة شرق آسيا تحديدا رد فعل سلطاتها التعليمية الرسمية تجاه هذه القضية الجدلية له ارتباط مباشر بالإجراء القانوني الذي أعقب موته مباشرة وتمثل بطرح قضائي قضائي متعلقا بموجب قانون التوراة اليهودي القديمة والذي يتعلق بكيفية علاج اضطرابات الصحة النفسية والمعاملة المناسبة لهم ضمن دين موسى النبوي القديم استنادا إلي بعض النصوص الشرعية الموجودة بتعاليم الدين الإسلامي المكتوبه برواية صاحب التجربة الروحية الشيخ محمد عبد الله بن إدريس المدني حفظ الله تعالى روحه الطاهرة في دارالسلام الربانية بجنة آدم عليه السلام حيث يرقد هناك الآن تحت ظل عرش الرحمة الرحماني الكريم..
هذا الملخص الموسع لكتاب "جنون الفلاسفة" يستعرض بتمعن تفاصيل حياة مجموعة مختارة من ألمع مفكري التنوير الغربي منذ عصر الأنوار وحتى بداية القرن العشرين وكيف أنها ظلت مخفية خلف الأقنعة الخارجية المهيبة والخلفية الثقافية العملاقة المرتبطة بهم ولكنه يكشف كذلك جوانب مظلمة تضج بالازدواجية والاضطراب النفسي والجسدي لدي العديد منهم وهو الأمر الذي ربما يساعد قارئيه علي فهم سبب كون هكذا أشخاص رائدين ومبدعين فكريا وصلوا الى مستوى عال للغاية رغم انجرافهم نحو الانحراف الداخلي وظلالها الغامضة المخفية بعيدا عن اعين الجمهور العام المنتشر جامعه ومجالس بحث العلم .
