يعد جسم الإنسان نظاماً معقداً يستمد طاقته ويحتفظ بها باستخدام مجموعة متنوعة من المخازن الكيميائية. هذه المخازن تعمل كأنظمة تخزين مؤقتة ووسائل نقل الطاقة عبر مختلف خلايا وأنسجة الجسم. سنتناول هنا بشكل تفصيلي أهم ثلاثة مخازن كيميائية أساسية للطاقة داخل الجسم البشري.
أولاً، الغليكوجين، وهو نوع من الكربوهيدرات المركبة الموجودة أساساً في الكبد والعضلات. يعمل الغليكوجين كمحرك رئيسي لتوفير الطاقة القصيرة الأجل للجسم. عندما يحتاج الجسم إلى طاقة سريعة - مثل خلال النشاط البدني المكثف - يتم تحويل الجليكوجين إلى جلوكوز ويمكن أكسدتها مباشرة للحصول على ATP (الأدينوزين ثلاثي الفوسفات)، وهي الوحدة الأساسية للطاقة الخلوية.
ثانياً، الدهون، والتي تشكل مصدر الطاقة الطويل الأمد للمخلوقات الحية. تتواجد الدهون بالأساس في الخلايا الدهنية ولكن يمكن أيضا العثور عليها في بعض الأعضاء الأخرى مثل القلب والكبد والكلى. عند الحاجة، يتم هدم الدهون وإطلاق الأحماض الدهنية التي تستخدم لإنتاج ATP. هذا العملية تأخذ وقتا أطول مقارنة بتحليل الجليكوجين لكنها توفر كميات كبيرة نسبياً من الطاقة لكل موجة من الأحماض الدهنية المنبعثة.
وأخيراً، بروتينات الهيموغلوبين والفيريتين تلعب دور هاماً غير مباشر كجزء من عملية الاحتفاظ والتخلص من الطاقة أيضًا. الهيموغلوبين يحمل الأكسجين إلى الخلايا بينما يساعد الفيريتين في تنظيم مستوى الحديد في الدم والذي يعد ضروريًا لعمليات الأيض المختلفة بما فيها إنتاج الطاقة.
بالتالي، فإن فهم كيفية عمل هذه المخازن الكيميائية وكيف ترتبط مع العمليات البيولوجية الداخلية مهم جدا لفهم الصحة العامة وصيانة مستويات الطاقة الصحية للجسم.