في محيط تنوع الحياة البرية، تكشف لنا الطبيعة تفاصيل دقيقة تعكس ابتكار الله عز وجل في خلقاته. واحدة من تلك التفاصيل الرائعة هي هياكل الأسنان المتخصصة التي تكيفت لتلبية حاجيات كل حيوان عاشب وفق نظام غذائه الخاص. دعونا نتعمق أكثر في فهم كيفية تصميم أسنان هؤلاء المقيمين الهادئين للغابات والمروج.
ترتبط وظيفة الأسنان ارتباط وثيق بنظام غذائي الحيوان؛ فبينما تغذي النظم الغذائية المختلفة أشكال وأنواع مختلفة من الأسنان، فإن الحيوانات العاشبة لها سماتها الخاصة التي تميزها عن نظيراتها آكلة اللحوم. عادةً ما يتم ترتيب هذه الأسنان بطريقة فريدة لدعم مهمتهم الرئيسية وهي تحطيم المواد النباتية وتحويلها لطاقة قابلة للاستخدام بواسطة الجسم.
تحديد عدد وترتيب الأسنان عند الآكلات للنباتات
يتراوح عدد الأسنان بحسب النوع، لكن غالبًا ما يصل مجموعها إلى نحو ثلاثين سناً مرتَّبت بدقة عبر الفكين، بما فيها القواطع المستخدمة للتقطيع، والضواحك المسؤولة عن الطحن والتكسير الدقيق للجزيئات الناعمة كالسيقان والأوراق الصغيرة، بالإضافة للأضراس الأكبر حجماً والتي تعمل كمطاحن عملاقة لمواصلة فصل الأجزاء الأكثر صلابة مثل البذور والجذور. وقد اتخذ البعض منها طريقاً خاصاً بتطورهما ليناسب مطالب بيئة معيشته وما يوفره الموطن منه موارد عشبية متنوعة ومتنوعة الأحجام والتماسك.
الاختلافات الملحوظة في بناء هيكل السن والعادات المرتبط بها:
إذا قارنا شكل ومظهر أسنان الثدييات العاشبة بجيرانها الذين يتصفون بتفضيل اللحوم كوجبة رئيسية لهم، فسنجد فارقا واضحا لصالح الجانب الأخير حيث تكون الأخيرة بارزة وحادة وخارجية بملامح حادة بينما تبقى الأولى مسطحة نسبياً وأقل بروزاً خارج تجاويف الوجه بسبب طبيعتها المنفعلة أقل بكثير ولذلك تحتاج لبُنية متينة قادرة على تحمل عمليات طويلة المدى تستنزف شديد الطاقة لتجهيز الطعام حتى الوصول لحالة يمكن امتصاص عناصر المغذيات منها لاحقاً عبر مراحل عدة تبدأ بإنتاج لعاب غني بالأنزيمات وانطلاق قوى عضلية مذهلة تستخدم لتحريك عيناتي الطرفين أمام خلفيه فيما يعرف بمرحلة التحريك وضمان مرور قطعة الوقود الرئيسي خلال فتح وفصل الصفوف كافة ضمن مدة زمنية مثالية قبل الانتهاء بسلسله نهائية تعتمد عليها طبقات استقبال الفتحات الرقيقة المعروفة باسم "المريء" والذي يقوم بالتقطير النهائي للعناصر المفيدة لكل خليه داخل جسم صاحب الفراء الزاهي اللوني ينتج عنه حالة صحية عامة جيدة تسمح بالحفاظ علي نشاط ادائيات يوميه منتظمة وشاملة تساهم فعليا بخلق دور محوري مؤثر ضمن منظومة النظام البيئي العالمي الواسع .
على سبيل المثال: تتمتع حصانات أمريكا الشمالية بصنف غير مشابه تمام التشابه لأقرانه ذكر الجنس الآخر وهو أمر قد يبدو مفاجأة ولكن الدراسات أثبتت احتواء أفراد الإناث لفائف أقصر قليلاً مما يؤهل المهارة اللازمة للدفاع والحماية ضد مخاطر تهددهم باستمرار خاصة اثناء عملية الانجاب والحضانة, أما بالنسبة للسلالة الأوروبية فقد برز لديها ميل ملحوظ لتكوين ردهات اضافية فوق فتحة سقف الفم مباشرة وهذه الحالة ليست غريبة كونها جزء اساسي من نمط حياتها المعتاد وكأنها أيضا تعد بلعبة اقتران عظيمتين مع روح الطبيعه تخوض دوامتها بكل حب واحساس!
في حين يغدو الأمر منحنى جديد بأسنان الارانب إذ ليس ثمة انياب أصلا بالمفهوم التقليدي وإن كانت تضم باقي شروط المشروع الأساسية ، إنها طريقة مبتكرة أخرى تثبت قدرة الخالق على خلق المختلف دائما واتخاذه شكلا مميزا تنافس فيه حتى اشهر المنتجين فى مجال التعقيد الهندسى الذى يفوق بالقدر الكبير ماتوصل اليه بشرنا المصممون المحترفون اليوم !!
وبالمثل,تلعب زوجتين من الضروس دورة مركزيا لنظائر الأشجار السرعوفية وتعطي صورة واقعية لرؤية واضحه لكيفية تجهيز أغزر انواع المخزنيات المرصوصه تحت الأرض واستخراج محتواها بفائدة قصوى بدون التسبب بأخطار جانبيه مهما اختلف مستوى مقاومة مواد التغطيس.
أخيرا وليس آخر الحكايات هنا قصة ملاكة الأسلاك المعدنية الصلبة المشهورة بغرض اقتلاع جذور براعم الشجرة الخضراء وفتح جوانبها لاستخراج قلب ما بداخلها -شيئ يدعى بالقشر الخارجي-. حقائق تذكر لنا مجدداً مظاهر جمال خلق رب العالمين وإبداعاته المستمرة المستمرة بلا نهاية...