هواري بومدين: مسيرة قائد جزائري ثوري شكلت مجريات التاريخ

في خضم الحركة الوطنية الجزائرية، برز اسم هواري بومدين كرمز للثورة والشجاعة. ولد بومدين في 23 أغسطس 1932 بالقرب من مدينة قالمة شرقي الجزائر، وهو الشاب

في خضم الحركة الوطنية الجزائرية، برز اسم هواري بومدين كرمز للثورة والشجاعة. ولد بومدين في 23 أغسطس 1932 بالقرب من مدينة قالمة شرقي الجزائر، وهو الشاب الذي تحول بسرعة من ناشط سياسي إلى شخصية بارزة في عالم السياسة والحكم.

تعليم بومدين وحياة شبابه كانت مليئة بالتحديات. تعلم حفظ القرآن الكريم منذ طفولته، مما ساهم في تشكيل شخصيته القيادية المبكرة. انضم لاحقا إلى حزب الشعب الجزائري، لكن لم يستمر طويلا قبل فراره إلى تونس بسبب الضغط الفرنسي. هذه التجربة عززت إيمانه القوي بالنضال ضد الظلم والاستعمار.

بعد فترة قصيرة في مصر حيث تلقى التدريب العسكري، عاد بومدين إلى الجزائر لتولي قيادة إحدى الوحدات العسكرية في عام 1957. واستمرت مسيرته العسكرية المتسارعة حين تم تعيينه قائداً للأركان المسؤولة عن الجزء الغربي من البلاد في العام التالي.

مع بداية ستينات القرن الماضي، دخل بومدين مرحلة جديدة من حياته السياسية عندما أسند إليه دور كبير في جبهة التحرير الوطني. عند استقلال الجزائر عام 1962، أصبح وزيراً للدفاع ضمن أول حكومة مستقلة. ولم تمر إلا ثلاثة أعوام حتى قام بانقلاب عسكري ناجح أدى إلى جلوسه على رأس الحكم حتى وفاته المفاجئة في 27 ديسمبر 1978.

سياسياً واقتصادياً، ترك بومدين بصمة واضحة على مستقبل الجزائر الحديثة. قراراته الرئيسية مثل تأميم النفط عام 1971 وكذا إنشاء مصانع كبيرة لصناعة المواد الثقيلة جعلتا الجزائر أكثر اكتفاءً ذاتياً اقتصادياً وأعطتها نفوذا دولياً أكبر بكثير منها قبل توليه للحكم. بالإضافة لذلك، حرص على دعم قطاعات هامة أخرى مثل التعليم والصحة عبر توجيه نسبة جيدة من الموازنة العامة نحو مشاريعهما الإصلاحية. كما قام بتنفيذ مشروع "السد الأخضر" الكبير والذي يعكس رؤيته الطموحة حول الأمن الغذائي والتخطيط العمراني المستدام.

بهذه الصورة المثالية للقائد القادر على تحقيق التقدم الاجتماعي والمضي قدماً في نهضة البلد، ظل هواري بومدين رمزاً للشعب الجزائري وللحركات التحررية الأفريقية والعربية بشكل عام.


عاشق العلم

18896 Blog posts

Comments