يتمثل أسلوب الاستفهام الاستنكاري في تقديم سؤال يبدو وكأنه طلب لاستيضاح بينما الحقيقة أنه يعبر عن الدهشة أو الاستنكار الشديد تجاه جواب محدد ضمني معروف. وفي الآيات التالية، يمكننا رؤية كيف يتم توظيف هذا الأسلوب بشكل بارز:
- يقول الله سبحانه وتعالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟" (البقرة:44). هنا، يسأل القرآن العرب الذين يدعون إلى الخير لكنهم يخالفونه بأنفسهم، مما يؤكد تناقضهم الواضح بين أقوالهم وأفعالهم.
- ايضا يتساءل الكتاب المقدس: "أفمن يهدي إلى الحق أحق باتباع أم من لا يهدي إلا إذا هدي؟ فما لكم كي تحكمون؟" (يونس:35). وهذا يشير إلى الاعتراف الصريح بصلاح طريق المؤمنين وبأن اتباع الدليل الشرعي أكثر منطقية مقارنة بتجاهله.
- كذلك يناقش النص القرآني الأمر بإهانة الإنسان لنفسه عندما يسأل عما يلي: "أفمن يهدي إلى الحق أحق باتباع أم من لا يهدي إلا إذا هدي؟ فما لكم كي تحكمون؟" (الأعراف:177). هنا، التجسيد الفعلي لأكل لحوم البشر يكون مجازياً للتعبير عن قبح التصرف المقترح - أكله لحم أخيه ميتاً - والذي يتعارض تمام التعارض مع الأخلاق الإنسانية والإسلامية.
- بالإضافة لما تقدم، نسعى أيضًا لتوضيح دور الاستفهام الاستنكاري عبر نماذج أخرى:
- قول الله عز وجل: "أفعيي بنا خلق الأول؟ بل هم في لبس من خلق جديد". فيستغرب العقل البشري لفكرة إعادة الخلق مرة ثانية ويكذبها بناءً على الجهل بغيب القدرة الإلهية.
- وكذلك قوله جل ذكره: "أحسب الإنسان أن يترك سدى". فتكون المفاجأة والسخرية هنا مطروحة حول اعتقاد الكافر بأنه قد خلقه الله عبثا بلا هدف سامي سامح له بذلك!
- تأتي آيات أخرى مشابهة كالاستشهاد بما حدث للإنسان منذ بداية وجوده قائلا:" ألم نجعله عينين ولسانا وشفتين؟ وقد دلناه السبيل". فالاعتبار هنا موجه للأعداء الذين تنقص رؤيتهم ويعجز فهمهم القاصي عن إدراك حكمته وحسن تدبيره للحياة.
- تمتلك الحياة الطبيعية قدرتها الكبيرة على تفجير فضول الروح وتحفيزه للاستقصاء؛ لذلك نجد التأكيد بوجود أفراد قادرين على التفريق بين الحق والخاطئ إذ تقول الآية الأخيرة المطروح ذكرها سابقاً: " أصطفوا البنات فوق البنين". مما يعني تضارب شخص وأمره فيما شرعه الله لحكمته فيما يسمى بالتناسق والدلالة المتبادلين داخل منظومة الدين المحمدية عامة.
- كما تسائل النفس البشرية الصغيرة بذاتها حين تشعر بانكساراتها الذاتية وتمردها ضد طاعة الرب وحده دون شريك آخر موجود حاليًا بجوارها عند حديثه القدسي المكتوب بطابع خاص: " ألعل ربكم اختاره عليكم وابتنى له ملكوت السموات والأرض...". إنه حقائق تتطلب انقياد جميع مخلوقات الله لقوانينه وعدم الطعن بحكمة تصرفاته العامة.
ومن الجدير بالإشارة أنه وفقا لموسوعة "مغني اللبيب"، فإن هناك نوعان رئيسيان للنقد المرتبط باستعمال نمطه الخاص المذكور أعلاه اتباع لشرح وضع كل صنفهما بشكل مفصل قبل عرض مثال مناسب لكل منهم :
- نقد التعليمات(أو التعليم): يحدث هذا غالباً بسبب وجود خطاب مليئ بالنقد المبني أساساًعلى خرق الأحكام العملية الواقعية تحت مظاهر التدليس والتي تستعمل وسائل مختلفة لغاية إيصال رسالة واحدة واضحة وهي سلبيّة رد فعل المدلول المعلوم . ويندرج بهذا السياق المثال التالي من كلام المصحف الشريف :" أتعبدهم مما تنحت ام جنوب شرق آسيا ؟!". فهذا النموذج يصنف كموجه لهجة تهكمية تسخره للقوة القائمة آنذاك وذلك ضمن ذات بنيتها المعيارية المعتمدة اصلا لدى الإسلاميين يومها...
- الاكتشاف/الكشف/التحقق المعرفي:(يكشف) الغطاء باعتباره شكل مساند للعبارات الرسمية المثالية حيال تعريض المسائل الاجتماعية المغلوطة والمبنية علي عدم الصحة الاساسية الظاهرة أمام الجمهور العام عادة ماتتمثل تلك المشكلة بالحاجة لرؤية نواحي عديدة منها بوضوح وصراحة نسبية لمنع انتشار جهلهم الواسع الانتشار....وفي سبيل تحقيق مهمتنا المنشودة ،نجد مثال حي كتاليا:-أي رب العالمين جعل لك بنات بدلا من ابناء؟! ...وهكذا يجسد تمثيل واقعي لسلوك الشخص المتصف بالسلوك العدائي والحازم اثناء الانزعاج بشأن قضية حقوق المرأة المهينة ثقافيا واجتماعيا خلال القرن السابع الميلادي تحديدًا!.