يندرج التمريض المشارك ضمن فئة تخصصات الرعاية الصحية المتقدمة والتي تسعى لإعادة تعريف دور الممرض التقليدي. فهو يعمل كموازنة ضرورية بين مهنيي الرعاية الأولية والممرضات المسجلات ذوات الخبرة العميقة. يشمل نطاق التمريض المشارك مجموعة واسعة من الخدمات بما فيها تمريض الأطفال، الجراحة، الولادة، العلاج النفسي والصحي، والصيدلة وغيرها الكثير. لكن دوره ليس فقط تقنيًا؛ إذ يقوم أيضًا بتوفير الرعاية الإنسانية اللازمة أثناء حالات الاستشفاء المركزة، طوارئ الصحة البدنية والنفسية.
يتم الحصول عادةً على درجات علمية مثل الشهادات الجامعية لمدة عامين لدراسة هذا التخصص. تشمل المناهج الدراسية أساسيات الرعاية الصحية العامة، المهارات العملية، العلوم ذات الصلة والتطبيقات الخاصة لممارسة مهنية فعالة. وفقاً للإحصائيات الحديثة، هناك طلب كبير ومتنامٍ على هذه المهنة مما دفع العديد من المنظمات الصحية لتوسيع فرص توظيف هؤلاء المحترفين.
تشمل بعض مسئوليات الممارسين الرئيسيين للتخصص إدارة الأمور السريرية المتعلقة بالتخطيط الكهربائي للقلب وأخذ عينات دم بولية عبر قناة وريدية. كما يتحملون مسؤوليات إدارية مهمة تتمثل في تدوين البيانات السريرية مثل ضغط الدم، درجة حرارة الجسم، مستوى التنفس وساعات ضربات القلب. إن احترام سرية مرضاهم والحفاظ عليها جزء مهم من واجباتهم اليومية كذلك. بالإضافة لذلك، هم قادرون على دعم الأفراد والعائلة خلال فترات تغيير حالتها الصحية الصعبة. توثيق حالة المريض بدقة -بما في ذلك وصف حالاته السريرية والسلوكية والاستجابة للعلاجات- أمر حيوي لأداء وظائفهم بكفاءة عالية. وفي الوقت ذاته، يُعتبر تنفيذ بروتوكولات سلامة الطفل والمعتصمين الأكبر في السن معرضين للخطر جانب آخر مهم لهذه الوظيفة.
يشكل تنظيف وغسل الجروح وضمان تطبيق وسائل الوقاية من نقل عدوى أملاً بارزاً في قائمة الأدوار المهنية لهذه الفرق التمريضية الخاصة. وأخيراً وليس آخرا، تلعب دوراً محورياً في تنظيم روتين تناول العقاقير الطبية لدى المرضى وتطبيق عملية حقن الإبر تحت إشراف مباشر من قبل مختصين مؤهلين تأهيلا كاملا.
وفي السياق الأردني تحديداً، تؤكد جامعة الخدمات الطبيةأن تعليم التمريض مشاركا يعد جزءا هاما من التعليم المهني الطبي المساعد والذي يستهدف خدمة المجتمع أولى أولويات تلك الجامعات الحكومية. وقد قدم البرنامج الأكاديمي الخاص بهذا الاختصاص فرصة متاحة منذ فترة طويلة للحصول على شهادتي "الدبلوم" بعد الانتهاء منه بنجاح. مستمدا بذلك مدخلاته النظرية والعملية مباشرة من احتياجات قطاع المستشفيات والمؤسسات الطبية الأخرى الأقرب إليها جغرافيا واقتصاديا أيضا.
