كانت الحضارة الفينيقية واحدة من أكثر الثقافات تأثيراً في التاريخ القديم، وقد تركت بصمة واضحة على العديد من جوانب الحياة البشرية بما في ذلك اللغة والتجارة والتكنولوجيا والثقافة العامة. نشأت هذه الحضارة على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط بين القرنين الثالث عشر والعاشر قبل الميلاد تقريباً، مع التركيز الرئيسي في المنطقة المعروفة حالياً بسوريا ولبنان وفلسطين القديمة.
أحد أهم سمات حضارة فينيقية هو نظامها التجاري الرائد آنذاك. لقد كانت أول شعب يمتلك أسطولاً بحرياً واسع النطاق يستخدم لأغراض تجارية. هذا النظام السريع والسلس للتبادل التجاري عبر البحار جعل منها قوة اقتصادية رئيسية خلال الفترة الهيلينية. كما ساعدتها موقعها الجغرافي الاستراتيجي على بناء شبكة متقدمة من الطرق التجارية التي امتدت إلى اليونان وروما ومصر وأماكن أبعد بكثير.
بالإضافة إلى كونها مركزا محورياً للنشاط الاقتصادي، كانت مدينة بيبليس (البيروث) - وهي إحدى المدن الرئيسية للحضارة الفينية- مصدراً للابتكار العلمي. فقد طور الفيقيون علم الفلك الخاص بهم واستخدموه لتحديد المواقع الدقيقة للأراضي والموانئ الجديدة أثناء رحلاتهم البحرية الطويلة. بالإضافة لذلك، اشتهرت مدنهم مثل صور وطرابلس وصيدا بإنتاج الزجاج الملون والفخاريات الجميلة والأعمال المعدنية الدقيقة.
وفي مجال الأدب والنقل, حملت رسائل اللغة الآرامية، والتي تنسب إليها الكثير من الفضل في تطوير النصوص المكتوبة الأولى ضمن ثقافتنا العالمية الحديثة اليوم. تعتبر كذلك أحد عناصر الأساس لعدد كبير من اللغات الشرق أوسطية الأخرى بما فيها العربية العبرية الامازيعية وغيرها الكثير.
إن الإرث الكبير لهذه الحضاره يعكس مدى تأثيرها المؤثر حتى يومنا هذا بدءا بالأسماء المستمدة من لغات قديمة وانتهاء بتقاليد دنيوية مختلفة تعود جذورها إلي تلك الحقبه التاريخيه الغنيه بالأحداث والمعرفه .