لقد شهد العالم خلال العقود الأخيرة نمواً ملحوظاً في النمو الديموغرافي، وهو الأمر الذي خلف آثاراً كبيرة على العديد من المجالات الحيوية بما فيها القطاع الصحي. هذه الدراسة ستستعرض بالتفصيل تأثير الزيادة السكانية على الخدمات الصحية.
تزايد الطلب على الرعاية الصحية المعقدة:
إن تقدم العمر المستمر للسكان والدخول الواسع للأمراض المرتبطة بالعمر أدى إلى زيادة هائلة في طلب الخدمات الصحية الأكثر تعقيداً. وهذا يشمل رعاية مرضى القلب، السرطان، الأمراض العصبية وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة متزايدة لرعاية طويلة الأجل للمسنين وكبار السن، وهو مجال يحتاج للكفاءات المهنية والتكنولوجيا الطبية المتقدمة.
مشاكل الاستشفاء:
مع الاكتظاظ الحالي في المستشفيات، غالبًا ما يتم تخارج المرضى بشكل سابق لأوانه أو تتم إدارة حالاتهم خارج البيئة التقليدية للاستشفاء. هذا يحدث بهدف تحرير الأسِرّة لاستقبال مرضى جدد ولكن هذا يعرض سلامة وصحة المرضى للخطر. بالإضافة إلى ذلك، يعد "الإخراج المبكر" تحدياً حينما يتعلق الأمر بتوفير الدعم المناسب بعد الخروج من المستشفى.
نقائص في المعدات والتجهيزات الطبية:
تساهم الظروف الاقتصادية العدائية في الدول النامية غالباً في عدم القدرة على الوصول إلى الأدوات الطبية الحديثة ومعدات الوقاية الشخصية. هذا ينجم عنه تراجع كبير في الجودة الشاملة للعناية المقدمة للمرضى بالإضافة إلى زيادة احتمالية انتشار العدوى.
محدودية الكوادر الطبية والإمكانيات المالية:
يتطلب النظام الصحي مجموعة واسعة ومتنوعة من المهنيين الطبيين بدءاً من الأطباء والتمريض وانتهاءً بالأخصائيين الباحثين عن عمل اجتماعي وجوانب أخرى مهمة. ومع ذلك، وبسبب الانفاق الكبير الذي تتطلبه التدريب الطبي، تواجه الحكومات والصناديق الخيرية تحديات في دعم هذه الاحتياجات بصورة مستدامة.
فهم الأسباب الكامنة خلف الزيادة السكانية:
المصادر الرئيسية للتوسع السكاني هي عدة عوامل منها الفقر وانخفاض مستوى التعليم، وعمل الاطفال وارتفاع نسب وفيات الأطفال والتي غالباً ما تكون مرتبطة مباشرة بحالة سوء تغذية ونقص المياه النقية والصرف الصحي الأساسي. ومن ناحية أخرى، يمكن لعلاجات العقم الجديدة أن تساهم كذلك في زيادة الكثافة السكانية رغم أنها ليست بنفس الدرجة الهامة مقارنة بالمحركات الاجتماعية الأكبر حجماً. أخيرا وليس آخرا، تعد الهجرة غير المنظمة أحد المشكلات المركبة فيما يتصل باستيعاب مجموعات سكانية جديدة داخل الحدود الوطنية للدول المضيفة لها مما يؤدي لاحقا للشعور بالإرهاق وضعف قدرتها على تقديم المساعدات المكلفة بالفعل مثل الرعاية الصحية العامة الأساسية.
بشكل عام، يظهر مدى تعقيد الوضع عندما نتحدث حول كيفية مواجهة الآثار الناجمة عن الانتشار السريع لسكان عالمنا عليه وعلى قطاعي الصحة أولاً وقبل كل شيء, حيث تحتاج الدولة لدعم السياسات والاستراتيجيات التنموية الذكية لتحقيق التوازن بين احتياجات مجتمعاتها المتنامية واحتياجات نظامها الصحى المرهق اصلا .