الأكمه والأعمى هما مصطلحان يشيران إلى حالة فقدان البصر، لكنهما يستخدمان بشكل مختلف بناءً على السياق الديني والفقهي.
معنى كلمة "الأعمى"
وفقاً لما ورد في اللغة العربية الفصحى، فإن الأعمى يُشير بشكل عام إلى الشخص الذي فقد القدرة على الرؤية تماماً. هذا المصطلح مستمد من الجذر "ع - م - ي"، والذي يعني زوال الوضوح والبصيرة. كما يتضح من آيات قرآنية عديدة، مثل قوله تعالى: "{أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}"[سبأ: ١٩]، وكذا قول الآخر:{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۗ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[البقرة: ٢٠]. كذلك استخدم الشاعر المتنبي هذه الكلمة تعبيرياً في شعره الشهير:"أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من بهم صمم".
معنى كلمة "الأكمه"
من جهة أخرى، تنطبق كلمة "الأكمه"على الأشخاص الذين ولدوا بدون قدرة على النظر وبشكل دائم. لم يكن لديهم أبداً فرصة للرؤية. اشتقاق الكلمة من فعل "كَمِهَ" الذي يمكن ترجمته تقريباً بأن "تغطَّست فيه الغبار/الدخان/الغيم مما جعل اللون غير واضح". لذلك، قد نقول إن المرء "كمه بصره" عندما يفقد نظره نهائيًا ولعدة أسباب مختلفة بما فيها الإصابة بالأوبئة أو التعرض لحوادث مؤلمة للأعين.
وفي القرآن الكريم، جاء استخدام كلمة "الأكمه" للإشارة لأولئك الذين كانوا عميان منذ مولدهم ولم يتمتعوا يوماً بالقدرة على النظر. مثال ذلك الآية المباركة: "[وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأُنفِخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَيِّتَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم]." [آل عمران:49]. إنها رسالة واضحة تشكر النبي عيسى عليه السلام على قدرته الربانية على شفاء كافة أنواع الأمراض المستعصية، بما فيها ضعف البصر لدى البعض وحالات مرض جلدية خطيرة كالعنة والسفاكس وغيرها بالإضافة لإمكانيته لإعادة الحياة للحجر ميت بعد إذنه سبحانه وتعالى.
هذا يلخص باستفاضة الاختلافات اللغوية والنطاق المعرفي لكلمتي "الأعمى" و"الأكمه"، بمراعاة الاستخدام القرآني لكل منهما لتوضيح فهم لهذه المفردتين بشكل أجدر ودقيق.