كتاب "سيدات سيبيريا"، الذي يعتبر خامس عمل ضمن السلسلة الشهيرة التي تحمل اسم "خمسية هنري"، يعد واحداً من أهم أعمال الأديب الفرنسي، هنري ترويا. تم نشر هذا الكتاب أول مرة في العام 1962م بعد سنوات قليلة من إطلاق الجزء الأول "رفقاء الخشخاش". تتبع الرواية الحدث الحقيقي لتمرد حدث في الرابع عشر من ديسمبر سنة 1825 والذي اندلع ضد الحكم القيصري.
يتميز الكتاب بأنه يستند بشكل كبير على الوثائق والمذكرات الشخصية للأسر الملكية والنبل الحرة التي كانت تعيش حياة الرخاء قبل ثورتهم الفاشلة. تُصور الرواية الحياة اليومية التعيسة لهذه الشخصيات البارزة داخل سجون سيberia, حيث يجسد الشكل المتناقض تماماً للحياة التي كانوا يقودونها خارج تلك الجدران القاسية.
تدور أحداث الرواية الرئيسية عند نقل السجناء إلى مستوطنة جديدة تحت قيادة رجل يُطلق عليه "Le Barsky", وهو رمز أبوي للسجينين هناك. رغم كون هذه الشخصيات ليست مجرد مجرمين عاديّين فقد أصبحوا الآن عبئاً ثقيل التحرك بسبب السلاسل والمعاملات الوحشية. يحاول المؤلف رسم صورة دقيقة لما يمكن أن يشعر به الإنسان عندما يفقد كل ما لديه باستثناء الحرية.
هنري ترويا نفسه شخصية ملفتة للنظر؛ لقد كتب العديد من الأعمال بما فيها سير ذاتية لسلاف روس مثل غوغول ودوستويڤسکی وتولستوی وكاثرین العظمى بالإضافة إلى مجموعة أخرى متنوعة من القصائد والأعمال القصصية والإبداعات الشعرية الأخرى. حصل الرجل ذو الأصل الأرميني على العديد من الجوائز تقديرا لإسهاماته الأدبية الهامة والتي أثارت اهتمام الكثير من القرّاء حول العالم. توفي ترويا في باريس عام ٢٠٠٧ وعمر يناهز التسعين عاماً.