في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، شهد العالم تغييرات هائلة أدت إلى ظهور مجموعة جديدة من المسائل الفلسفية التي كانت تحتاج إلى حلول. هذه الفترة تعتبر نقطة تحول حاسمة في تاريخ الفلسفة، حيث بدأ التفكير في العديد من الموضوعات الجديدة مثل الأخلاق، المعرفة، العقلانية، وطبيعة الحقيقة.
أصبح مفهوم "العقلانية"، والذي يتمثل في الاعتماد بشكل أساسي على المنطق والعقل بدلاً من الوحي الديني، موضوعاً رئيسياً للفلاسفة خلال تلك الحقبة. فلاسفة مثل ديفيد هيوم وإمانويل كانط كانوا من بين الرواد الذين تحدوا الرؤى التقليدية عن كيفية بناء المعرفة والحقائق. طرحوا تساؤلات عميقة حول ما يمكن للعقل البشري إدراكه حقاً وما هو مجرد وهم.
بالإضافة إلى ذلك، انطلق نقاش حيوي بشأن طبيعة الأخلاق وكيف ينبغي لنا أن نعيش حياتنا وفق قيم أخلاقية معينة. هنا، قدم جان جاك روسو وجان بول سارتر إطار عمل جديد للأخلاق قائمين على الحرية الشخصية والفردية. كما أكدوا على أهمية الوعي بالذات كجزء أساس في صنع القرار الأخلاقي.
وفي سياق آخر، درست الفلسفة الحديثة أيضاً دور الدين والثقافة في تشكيل عقول البشر وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية. هذا النقاش شمل شخصيات بارزة كالكونت دي نيكولا فولتير وجورج ويلهيلم فريدريش هيجل.
بشكل عام، طورت الفلسفة الحديثة نهجاً نقدياً أكثر نحو الأفكار والأيديولوجيات الراسخة، مما مهد الطريق لفترة ثورية من الابتكار الثقافي والفكري ستستمر حتى يومنا هذا.