تعتبر الحوادث البحرية جزءاً حاسماً ومثيراً للجدل ضمن مجال القانون البحري. يُعرّفها عادةً كأي حادث يحدث أثناء العمليات التجارية أو الترفيهية المرتبطة بالبحر والتي قد تتسبب في خسائر مادية أو بشرية. هذه التعريفات مستندة إلى قوانين واعراف دولية مختلفة تسعى لتوفير إطار قانوني واضح لحماية حقوق جميع الأطراف المتضررة في حالة حدوث مثل هذا النوع من الحوادث.
في سياق أكثر تحديدًا، يمكن تصنيف الحوادث البحرية بناءً على مصدر الحدث نفسه. فقد تكون ناجمة عن عوامل طبيعية غير متحكم بها مثل الأعاصير والعواصف الشديدة، أو قد تشمل خطأ بشري نتيجة سوء إدارة للسفن أو للأفراد العاملين عليها. بالإضافة لذلك، هناك أيضًا حوادث مرتبطة بالتجهيزات والمعدات الفنية التي قد تفشل وتؤدي إلى كارثة بحرية.
بالنظر إلى الاعتبارات القانونية لهذه الحوادث، فإن العديد من الدول تقيم لجان تحقيق خاصة للتحقيق في ظروف وشروط كل حالة فردية. الهدف الأساسي هنا هو فهم ما حدث بدقة ومن ثم تطبيق القوانين المناسبة لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي قدر الإمكان ومعاقبة المسؤولين حسب الضرورة. كما يتم التأكد من تعويض الأشخاص الذين تعرضوا لأضرار مباشرة بسبب تلك الحادثة بشكل مناسب وفقا للقانون.
لتجنب تكرار هذه الأنواع من الحوادث المستقبلية، تعمل المنظمات الدولية مثل منظمة البحرية الدولية (IMO) بجد دائمًا لتحديث وتعزيز معايير السلامة البحرية العالمية. وذلك يشمل تحديث البروتوكولات الخاصة بصيانة وصيانة السفن، التدريب المهني للمشغلين وإنشاء عمليات مراقبة أكثر فاعلية للحفاظ على سلامة وأمان الأعمال التجارية والسفر عبر المياه الدولية.
وفي نهاية المطاف، يظل هدف القانون البحري هو ضمان أنه عند وقوع حادث بحري، سيحظى الجميع – سواء كانوا ركابًا أو طواقم عمل - بحقوق كاملة وحماية كاملة بموجب القانون بغض النظر عن الظروف التي أدت إليه.