تشير مفاهيم "المراهقة المتأخرة"، والتي يُطلق عليها أيضًا اسم "أزمة منتصف العمر"، إلى حالة تُساور الأفراد بشكل شائع بعد بلوغ سن الأربعينات. يمكن لهذه الحالة أن تؤثر على كل من الرجال والنساء، لكنها تبدو أكثر انتشاراً بين الذكور. تتضمن علاماتها الرئيسية الشعور بالندم على سنوات الشباب الضائعة، والسعي نحو استعادة مشاعر الطفولة والمراهقة المبكرَّة. كثيرا ما تكون هذه الحالات نتيجة لتجارب شخصية صعبة أثناء فترات مبكرة في الحياة.
الأعراض الأكثر شيوعا للمراهقة المتأخرة تشمل رفض الواقع والتعلق بيوميات الماضي، المحافظة على عقليات شبابية فيما يتعلق بالتوقعات الشخصية والأداء المهني، وضع خطط مستقبلية غير واقعية وغير قابلة للتحقيق بناءً على آمال الشباب未塑的 حنين للحظات مضت. وقد يؤدي هذا إلى حالات اكتئاب لدى البعض ممن لم يحققوا توقعاتهم الخاصة.
بالنظر إلى العلاج، هناك عدة تقنيات فعالة تشجع عليها الدراسات. أول خطوة هي إعادة ترتيب الروتين اليومي لإدخال المزيد من التنوع والإثارة، مما يساعد الأفراد على التركيز على اللحظة الحالية بدلاً من الهروب منها عبر الخيال الوردي. زيارة الطبيب النفسي أمر ضروري أيضا للتواصل حول المخاوف الداخلية والآمال الغير مكتملة. كما يوصى بإضافة نشاطات جديدة مثل الرياضة لتحسين الثقة بالنفس وتعزيز الدافع الذاتي.
أما بالنسبة للعلاقات الاجتماعية، فإن الاستماع الفعّال واحترام أفكار الآخرين يلعبان دوراً رئيسياً. تشجيع الأفراد الذين تمركز بهم هذه الصعوبات ليس فقط على الانخراط في الرياضات أو المغامرات التي تهدئ روح المنافسة لديهم، ولكنه كذلك دعمهم اجتماعيا من خلال الصداقات والحلفاء المقربين - وهذا يساعد في ردم الفجوات الزمنية والعقلية الناجمة عن اختلاط صور الماضي بالحاضر.