تعدّ سورة البقرة إحدى أطول سور القرآن الكريم وأكثرها تعقيداً من الناحية الفنية والثقافية. وبالرغم من طولها المقنع إلا أنها تنتهي بنص خفيف الوزن ومترابط بشكل دقيق، مما يجعلها مثيرة للاهتمام لدراسات الأدب العربي والدين. هذه الدراسة ستستكشف الجانب الجمالي والأسلوبي للآيات الأخيرة من هذه السورة العظيمة.
في الجزء الأخير من سورة البقرة، هناك تركيز واضح على الوحدة والتكامل بين الجمل القصيرة والمفردات الغنية والمعاني العميقة التي تتناول مواضيع مثل الإيمان، العقيدة، والعبادة. استخدام اللغة العربية بطريقة مستوحاة من الشعر يعطي للسورة طابعا مميزا ومفعما بالجمالية الروحية.
البداية مع "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" (286) لها وقع خاص بسبب تكرار حرف العين وتناسقه الصوتي، وهو تقنية شائعة الاستخدام في الشعر العربي لخلق إيقاع موسيقي جذاب. كما يتم التلاعب بموضوعات مختلفة - الإيمان، العمل الصالح، وعدل الله - عبر عدة فقرات قصيرة لكن ذات مغزى عميق.
نلاحظ أيضا كيف يتم تنظيم الآيات حسب الموضوع بدلاً من الطول التقليدي للجملة الواحدة. هذا الأسلوب يساعد القارئ/السامع على فهم وتذكر النص بطرق فريدة من نوعها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن رؤية الأسلوب المفارق في الآيتين الاخيرتين: "وهو الحافظ المخاطب"، حيث يستخدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم كمثال للحفاظ الأمثل للإيمان والإرشاد.
هذه التفاصيل الدقيقة وغيرها الكثير هي ما يعطي سورة البقرة جماليتها الفريدة ويجعل دراستها تجربة غنية ومثمرة لكل باحث مهتم بالأدب الإسلامي والعربي.