المجاز اللغوي هو أسلوب بلاغي يتم فيه استخدام كلمة أو عبارة لوصف معنى مختلف عما تشير إليه بشكل حرفي، بغرض إضافة العمق والتأثير إلى النصوص الأدبية والعبارات اليومية والمناقشات الفكرية. هذا الأسلوب يساعد القراء على فهم المفاهيم المعقدة بطرق أكثر وضوحاً وأكثر انطباعاً.
في اللغة العربية تحديدًا، يعدّ المجاز جزءًا أساسيًا من البلاغة وفن الإلقاء. يُستخدم لإضافة طابع جمالي وغني للتعبير، مما يجعل الرسالة أقرب إلى القلب والأذهان. يمكن تقسيم أنواع المجازات حسب اختلافها؛ فمنها ما يعرف بالمجاز المرسل وهو الأكثر شيوعا والذي يستخدم حيث يُستبدل أحد عناصر الجملة باسم آخر لها نفس الدلالة ولكن ليس بنفس الحرفية. مثل قول الشاعر "الأرض تحترق"، فقد استُبدلت النار بالأرض رغم أنها ليست الأرض بالحقيقة بل حرارة الشمس التي تسبب الاحتراق للأرض.
ومن الأمثلة الشهيرة للمجاز أيضًا قوله جل وعز في القرآن الكريم: {والسماء رفعها} [البروج:7]، فهذا مجاز مرسل لأن الرفع هنا غير حرفي وإنما يعني خلقها وتمكينها فوق الأرض وليس هناك حركة فعلية بالنسبة للسماوات العليا. كما نرى في الحياة اليومية العديد من الأمثلة العملية لهذه التقنية - مثال ذلك عندما نقول لشخص أنه "رجل جبل" للإشارة إلى قوته وصلابته، فالجبل رمز للقوة والثبات وبالتالي فإن الرجل قد اتخذ مكان الجبل كمثال مرئي لقوته وثباته.
إن دراسة واستخدام المجاز اللغوي يعززان قدرتنا على التواصل الفعال والإبداعي فيما بيننا جميعًا، فهو يسهم في توسيع مفرداتنا ونطاق تفكيرنا وطرائق تعبيرنا عن الأفكار بمختلف أشكالها ومجارٍها. بالتالي، يشكل المجاز ركنًا أساسياً في بناء لغتنا وتعزيز جماليتها وإبراز قوة تأثيرها على النفوس والجماهير.