- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
يتناول هذا النقاش تأثيرات تطور تكنولوجيا الواجهة الدماغ-المكننة المحتملة على مستقبل اللغة والعلاقة بين التواصل والثقافة والحفاظ على الهوية. يتشارك كل من وليد الحمامي وعلياء بن موسى أفكارهم حول هذه المسألة المعقدة.
من وجهة نظر وليد، رغم الاحتمالات المثيرة لتخطي حاجز اللغة عبر الوسائل الحديثة، إلا أنه يحذر من مغبة تجاهل دور اللغة كجسر حيوي لنقل ثقافتنا وهويتنا الفريدة. فهو يرى أن الرموز اللغوية تمثل جوهر القيم والتفكير والمجتمعات البشرية. لذلك، حتى وإن تغير شكل الإدراك والتفاعل اللغوي، فالجوهر الأساسي لهذه الأدوات يبقى ذا مكانته الخاصة ولا يمكن الاستغناء عنه.
أما علياء فتوافقه الرأي بشأن أهمية اللغات كأساس لحاضرنا، لكنها تشدد أيضاً على مرونة الإنسان وقابليته للتكيف والاستجابة للتغيرات الثورية مثل تلك التي يجسدها عصر الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية الأخرى. وفق منظورها، ليس للمحتوى والمعنى وجود ثابت داخل حدود لغتنا اليوم، بل هما همامتان ديناميكيتان تتكيّفان باستمرار ويخضعان للتحسين والإبداع المستمر. وبالتالي، فهي ترى احتمال ولادة أسلوب جديد ومبتكر للتواصل لن يكشف فقط عن قدر أكبر من الكفاءة مقارنة بعصرنا الحالي بل سيظل محافظاً على أغلى ما لدينا وهو روح الانسان والفكرة خلفهما.
في نهاية المطاف، يشيران وكلاهما إلى ضرورة التركيز ليس فقط على الفوائد الظاهرية الناجمة عن إلغاء الحدود اللغوية وانعكاسات هذا الأمر السلبي المحتمل فيما يتعلق بالخصوصيات الثقافية المتعددة عالميا حيث تعدُّ اللغة عاملا حيوياً يدعم التجربة المشتركة للإنسانية جمعاء ويتيح فرص التعاملات الدولية الجارية حاليا والتي تستند أساسا إلى الاعتراف المتبادل بهذه القدرات الرائعه للحضارات المختلفة لبناء جسور التواصل الاجتماعي العالمي الجديد . إن فهم الطرق الجديدة المحتملة لممارسة مهارة الاتصال واستثمار موارد التقنية بالكيفية المناسبة سوف يساهم بنسبة كبيرة فيما نخافه من عواقب غير مرغوبه مرتبطة برؤى الفراق المدمرة لرؤية مجتمع بلا صوت فردي خاص!
عبدالناصر البصري
16577 مدونة المشاركات