في كتابه "النقد الأدبي: أصوله ومناهجه"، يقدم لنا الباحث مرجعاً شاملاً ومتعمقاً حول تاريخ وتطور هذا العلم الحيوي في دراسة النصوص الأدبية. الكتاب ليس مجرد سلسلة من القواعد والمبادئ العامة، بل هو مرشد عملي يستعرض مجموعة متنوعة من المناهج النقدية التي تطورت عبر القرون وظلت مؤثرة حتى يومنا هذا.
يبدأ المؤلف برسم خريطة للأصول الأولى للنقد الأدبي، يعود بنا إلى اليونان القديمة وروما والإسلام الوسطى، موضحاً كيف تم استخدام العناصر الجمالية والأخلاقية في التقييم الأولي للعمل الأدبي. ثم يواصل بتتبع الخطوات المتلاحقة نحو التجسيد الأكاديمي والنظرية الفلسفية لهذه الدراسات.
وفي الجزء الثاني، ينصب التركيز على مناهج النقد الحديث والمعاصر. هنا يتم فحص كل منهج بعمق، بدءا من التحليل النفسي لسيغموند فرويد وهنري جيمس وحتى الرؤية الثقافية لنظريات ما بعد الحداثة كماركس وليوتارد وغيرهما. كما يتم تناول الجوانب الاجتماعية والثقافية للفعل الأدبي وكيف يمكن لها التأثير على التأويلات المختلفة لأي عمل أدبي معين.
بالإضافة لذلك، يؤكد الكتاب دوماً على أهمية الوسائل العملية في التطبيق العملي للنقد الأدبي. فهو يشجع القراء على التعامل مع الأعمال الأدبية بنفس طرائق المحللين المحترفين، مستخدماً أمثلة حقيقية لتوضيح كيفية تطبيق هذه المناهج المختلفة بشكل فعال.
بشكل عام، يعد كتاب "النقد الأدبي: أصوله ومناهجه" دليلاً قيماً لكل باحث أو قارئ مهتم بفهم وتعزيز قدراته في فهم وتحليل الأعمال الأدبية بمختلف أشكالها وبجميع تجلياتها التاريخية والفكرية. إنه دعوة للتعمق أكثر في بحر النصوص الذي لا نهاية له والاستمتاع برفقة القصص التي تخاطب عقولنا وأرواحنا بلا حدود زمنية أو ثقافية.
