يلعب الدعم اللوجستي دوراً حاسماً في العديد من الصناعات والمجالات اليومية، بدءاً من العمليات العسكرية ووصولاً إلى إدارة سلاسل الإمداد التجارية. هذا النوع من المساندة يركز بشكل أساسي على تجهيز واستعداد القوات والأفراد للقيام بمهامهم بكفاءة وأمان. سنقدم هنا بعض الأمثلة الواقعية التي توضح مدى أهمية وإمكانات الدعم اللوجستي:
- النقل والخدمات اللوجستية: في الأنشطة العسكرية، يعد النقل أحد أكثر الجوانب تحدياً ودقة. يمكن للدعم اللوجستي تنظيم عمليات نقل الجنود والإمدادات عبر طرق مختلفة تحت ظروف غير مؤكدة - سواء كانت هذه الطرق برية أم بحرية أم جوية. مثلاً، خلال الحروب العالمية أو العمليات القتالية الحديثة، كان دعم الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان مثالاً بارزاً لكيفية استخدام الدعم اللوجستي لنقل الأفراد والإمدادات الضرورية.
- الإدارة الصحية أثناء الكوارث الطبيعية: عند التعامل مع كوارث طبيعية مثل الزلازل أو الفيضانات، يلعب الدعم اللوجستي دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الصحية للمتأثرين. قد يشمل ذلك توفير المستشفيات المؤقتة، ونشر فرق الطب الطارئة، وترتيب نقل المرضى والعاملين الصحيين بين مواقع متعددة. بعد زلزال هايتي عام 2010، لعب الفريق الطبي الدولي لدعم الهايتيين دورًا رئيسيًا في تقديم الخدمات الصحية باستخدام استراتيجيات لوجستية فعالة.
- إدارة سلسلة توريد البضائع: في القطاع التجاري، يتمثل الدور الرئيسي للدعم اللوجستي في ضمان توصيل المنتجات من مكان إنتاجها إلى وجهتها النهائية بسلاسة وكفاءة عالية. تتضمن الأمثلة الشهيرة شركات مثل أمازون وفيرجن ميجاستور والتي تعتمد بشدة على تقنيات ومعرفة لوجستية لتحقيق تسليم سريع وخالي من الخطأ لبضائعها.
- التخطيط والاستجابة للأزمات: يُعتبر الدعم اللوجستي ضروريًا أيضاً في حالات الأزمات الاجتماعية أو السياسية. فهو يساعد في تحديد الاحتياجات الفعلية للسكان المتضررين ووضع خطط لتلبية تلك الاحتياجات بطريقة منظمة ومنسقة. مثلاً، عندما اندلع جائحة كورونا العالمي، قامت الحكومات حول العالم بتطبيق سياسات دعم لوجستي واسعة النطاق للتوزيع الآمن للقاحات والدواء اللازمة لمواجهة الوباء.
هذه مجرد أمثلة قليلة لعالم واسع ومتنوع من تطبيقات الدعم اللوجستي. إنها تؤكد على تنوع المجالات التي تحتاج فيه الاستعداد والتجهيز المناسبان لحسن سير العمل وجودته تأتي ضمن نطاق مهمة الدعم اللوجستي الواسعة والأساسية.