تعد الفترة الحديثة من تاريخ الفكر الإنساني مليئة بالشخصيات البارزة التي تركت بصمة واضحة في مجالات مختلفة للفلسفة. ومن بين هؤلاء العلماء والفلاسفة الذين شكلوا وجهات نظر العالم المعاصر، نجد أسماء بارزة مثل رينيه ديكارت، فرانسيس بيكون، جون لوك، إيمانويل كانط، وغوتفريد فيلهلم ليبنتز وغيرهم الكثير. هذه الأعلام قدمت مساهمات ثورية شقت طريقها نحو الثورات العلمية والثقافية والحضارية التي شهدتها أوروبا وأثرّت بشكل كبير في تفكير البشرية حتى يومنا هذا.
بدأ عصر النهضة الأوروبية مع ظهور بعض المفكرين المتمردين ضد سلطة الكنيسة وروما الحاكمة آنذاك؛ وكان منهم الفرنسي رينيه ديكارت صاحب الشعار الشهير "أنا أفكر إذاً أنا موجود"، والذي مهد الطريق للتفكير النقدي والعقلنة في جميع جوانب الحياة بما فيها الدين والدولة والمجتمع. كما ظهر الإنجليزي فرانسيس بيكون الذي دعا إلى اعتماد التجريب والتجارب كوسيلة حاسمة لتقدم العلم والمعرفة الإنسانية. أما الإنكليزي الآخر جون لوك فقد سلط الضوء على دور الخبرة الواقعية والقوانين الطبيعية في بناء الأفكار والمعارف لدى الإنسان منذ ولادته وحتى نهاية حياته.
في القرن الثامن عشر، برز الألماني إيمانويل كانط ليؤسس لنظرياته الأخلاقية والنظرية النقدية والتي أثرت بشدة في المفاهيم الغربية حول الحرية والإرادة والكسب الجوهرية للإنسان خارج إطار التشريعات القانونية والثوابت السياسية التقليدية. وفي ألمانيا أيضاً، برز غوتفريد فيلهلم ليبنتز كمفكر متعدد المواهب اجتمع لديه علم الرياضيات وعلم الطبيع والمنطق الشرطي والفلسفية الجمالية والأخلاقية أيضًا. وقد ساهم كلٌّ منهما بطريقته الخاصة بإرساء دعائم ما يعرف اليوم بمدرسة فلسفية تُسمى بالحركة التنويرية أو "العصر الأنوار".
ومن الجدير ذكره هنا أنّ هذه القائمة ليست شاملة لكل شخصيات العصور الحديثة المتعلقة بالفلسفة؛ حيث يوجد العديد ممن لهم إسهامات جوهرية وإن لم تكن بذات مستوى تأثير تلك الأرقام سالفة الذكر. ومع ذلك فإن تجارب واختيارات وتوجهات أولئك الذين ذكرناهم سابقاً تعتبر مؤشرات هامة لفهم طبيعة التحولات العالمية خلال تلك الحقبة التاريخية الهامة بالنسبة لعالمنا الحديث الحالي.