رواية "يا صاحبي السجن"، وهي عمل أدبي للشاعر والأديب الأردني ايمن العتوم، تعتبر واحداً من الأعمال الأدبية الأكثر تميزاً وتأثيراً في تاريخ الأدب العربي الحديث. نشر العمل لأول مرة سنة ٢٠١٢ بواسطة المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، ويمدح بدقة التفاصيل والتجارب الشخصية لشاعر تعرض للإعتقال السياسي.
القصة تستعرض حياة العتوم أثناء سجنه بين سنتي ١٩٩٦ و١٩٩٧. يتميز أسلوبه بالشعرية والقرب من النفوس البشرية، بالإضافة إلى قدرته الفريدة على الربط بين المكان والزمان. نجحت الرواية بشكل كبير في الأردن وزادت شعبيتها بعد أن نالت الاعجاب العام، خاصة وأن الكثير من الشخصيات والمواقع المذكورة فيها هي واقعية حقا.
بالعودة لما تحكي عنه الرواية، فهي تتبع مرحلة مهمة في حياة المؤلف، حيث يجسد كيف تغير الحياة خلف قضبان السجن. تبدأ الرواية باعتقال أيمن العتوم المفاجئ بعد مشاركته في ندوة شعرية. هنا، يجد نفسه مقيدا بدون معرفة السبب أو الجريمة المرتكبة ضده. وحكم عليه بسنة وثمانية شهور.
على الرغم من المصاعب والصدمة الأولى للسجن، اكتسب الكاتب عزاءً عبر القراءة والكتابة. ولكنه واجه كثيرا من النكسات خلال هذه التجربة، بما في ذلك عدم الحصول على إلا بطانية واحدة للتدفئة والحماية من برودة السجن، بالإضافة إلى التعامل العنيف والاستبدادي الذي تعرضا له المعتقلون الآخرون أيضا.
على مدار الوقت الذي قضاه في السجن، تعرف العتوم على مجموعة متنوعة من الأشخاص الذين يقاسمونه زنزانته - بعضهم مدمني مخدرات وأخرين مجرمين قتلوا بشكل خطير. رغم الغربة العاطفية والعزل الاجتماعي، ظل يعمل على فهم ذاته وإيجاد طريق للعودة إليها. عندما خرج أخيراً، وجد نفسه مازال محاصراً بحالة الاكتئاب والسلبية التي رافقته طوال فترة الاعتقال.
معروف بألفاظته الرائعة والمؤثرة، جمعت الرواية عدة اقتباسات مميزة مثل: "أنصت إلى لسان الحياة لتتعلم ما لم يكن بالحسبان"، "وحده الحب يملك ذلك الضوء الذي يحتفظ برباطنا الإنساني"، "أخطر ما يحدث في السجن هو خسارة الاحترام الذاتي." تقدم هذه الاقتباسات نظرة عميقة حول التجارب الداخلية والخارجية المريرة للحياة في ظلال الحرية.
بهذه العمق والتأثير الفريدين، تحتفل رواية "يا صاحبي السجن" بتحدي روح الانسان امام الألم الإنساني بينما تبحث عن بصيص من الأمل وسط الظلام المطلق.