يعد التخمير الكحولي عملية معقدة وحيوية تتم عبر عدة مراحل رئيسية تشكل خريطة طريق لتكوين المشروبات الروحية مثل النبيذ والكحول. هذه العملية تعتمد بشكل أساسي على تحليل كيميائي بيولوجي للسكر بواسطة الخميرة. دعونا نتعمق أكثر في تفاصيل كل مرحلة.
- مرحلة التحضير: تبدأ الرحلة بالتجهيز الدقيق للمواد الخام التي غالباً ما تكون الفواكه، الحبوب، أو حتى النباتات المائية. يتم تنظيفها وغسلها للتخلص من الأوساخ والجراثيم الضارة. ثم تُقطع أو تُطحن لزيادة مساحة سطح الاتصال وتسهيل عمل الخميرة لاحقاً.
- مرحلة تعقيم المصنع: قبل بدء عملية التخمير، يُعالَج المكان المستخدم في التخمير حرارياً أو باستخدام مواد مطهرة أخرى لإزالة جميع الجراثيم والبكتيريا غير المرغوب فيها. هذا مهم للحفاظ على نقاوة المنتج النهائي.
- مرحلة إضافة النشادرين (الحامض) والأعشاب الطبية: قد يضيف بعض المنتجين حمضيات محددة وأعشاب طبية أثناء هذه المرحلة لتحسين نكهة المنتج النهائي وللحصول على خصائص مضادة للجراثيم طبيعية.
- مرحلة تخمير أولي أو "تبريد التقشير": بعد وضع المحلول الناتج من الخطوة الأولى في دلو كبير، يتم تبريده ليُساعد على منع نمو البكتيريا السلبية بينما تسمح بوجود نوع واحد فقط من أنواع خميرة التخمير الكحولي وهي ساكارومييسز سيرافيسايا (Saccharomyces cerevisiae).
- مرحلة نقل إلى برميل التخمير الرئيسي: بمجرد استقرار درجة الحرارة عند المستويات المناسبة، ينقل المحلول إلى البرميل الأكبر الذي يحتوي على كل العناصر اللازمة للتخمير بما فيه الخميرة نفسها. هنا، ستبدأ الخميرة في هضم السكريات وتحويلها إلى كحول ثنائى وثاني أكسيد الكربون.
- مرحلة التخمير الثانوي: عندما تنتهي معظم عمليات الهضم، يمكن نقل محلول الخمر المكتسب حديثا إلى حاوية جديدة لتثبيت الكحول المتبقي وضمان عدم وجود عناصر سالبة محتملة قد تؤثر بالسلب على طعم وملمس الشراب النهائي.
- مرحلة الشيخوخة والتعبئة: أخيرا، تمر فترة طويلة نسبيا من الانقطاع والتي تعرف بالشيخوخة حيث يكسب المنتج نهائيا مذاقه ونكهته المعروفة والمتميزة لكل منتج خاص بكل مصنع بناءً على مجموعة متنوعة من عوامل تتضمن النوع الخاص للمواد الأولية المستخدمة وكفاءة وصحة عملية التشغيل بأكملها. وبمجرد الانتهاء تماما من تلك الفترة، يحين وقت التعبئة والاستمتاع بالنبيذ المنشود!
إن فهم عميق لهذه العمليات يساعد أيضا في تقدير الأهمية الثقافية والحرفية لصناعة المشروبات الروحية حول العالم كما يعكس مدى التعقيد البيولوجي والكيميائي المرتبط بتصنيعه والذي يستحق الاحترام والإشادة حقّا بسبب مثالية الطبيعة المخفية داخل عبواته الزجاجية الرقيقة.