- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تنطلق المناقشة من تساؤل رئيسي وهو ما إذا كان بإمكاننا إثبات وجود العدم أم لا. يشير أحد المشاركين، رؤى بن فضيل، إلى الطبيعة النظرية للفكرة؛ إذ يرى أن العلم غالبًا ما يركز على الأمور الموجودة ولا يتغلغل في عالم ما ليس موجودًا. ويستخدم مثال "العدم" للتأكيد على مدى تعقيد البحث عن البرهان لشيء غير قابل للقياس مباشرة مثل العدم. إلا أنه يقترح منظورًا تحليليًا، موضحًا كيف يمكن اعتبار وجود أي شيء دليلًا على عدم حالة عدم الوجود تلك الشيء. وبالتالي، وفقًا لرؤى، رغم كونها رؤية نظريّة بعيدة عن الدليل العملي المتعارف عليه، فهي تقدم طريقة لفهم كيفية استنباط وجود العنصر من انعدام مثيله. من جهتها، تبدي عزيزة بن عطية اتفاقها على علاقة المفاهيم الغامضة كتلك ذات العلاقة بالعَدَم بمجالات الفلسفة أكثر منها بالتجارب العلمية. ولكنها تشير أيضًا نحو طبيعة الجدلية الخاصة بهذه المسألة. فتقول بأن برهنة وجود أي شيء عبر الادعاء بأنه ليس معدومًا تعتبر بالفعل شكل من أشكال المنطق الاستنتاجي. هنا توضح الفرق بين الاعتماد السلبي والايجابي لإثبات الحالة المعاكسة. فبينما تؤكد الرؤية الأولية لأجل رؤى انتفاء العدم باستمرار حضور الواجدات الأخرى، يبقى تحقيق هذا النوع من الإثبات موضع جدل كبير داخل مجال الاستدلال الفكري والعقلاني. في نهاية المطاف، يبدو أن المشروع الأكبر لكل من هذين المحاضرين يكمن حول تحديد وتحليل الحدود المعرفية للأدوات البشرية لاستيعاب الحقائق الأكثر تجريدية وكيف تتلاءم الأسئلة المتعلقة بالأصول والمآلات الأخيرة للمادة والكائنات مع نظام قوانينا ومبادئنا الذهنية والقانونية. لذلك، تجسد هذه المحادثات الجوانب الرئيسية للعلاقات الدينامية والمعضلات الأخلاقية المرتبطة بالقضايا الأساسية والتي تعد جزءاً أساسياً من الحياة اليوموية الإنسانية والثقافة العالمية المستمرة التطور والتغيير. والنتيجة النهائية لهذا الحوار الضمني تكمن في ضرورة الاعتراف بقوة الحوار الفكري كأساس لبناء والحفاظ على فهم مشترك للحقيقة والأخلاقيات وسط بيئة متغيرة ومتنوعة دائماً.