في محاولة لفهم الطبيعة الإنسانية، يبرز لنا تصنيف الأشخاص إلى قسمين أساسيين بناءً على كيفية تعاملهم مع العالم من حولهم: الاجتماعيون والانطوائيون. بينما يتمتع كلا النوعين بشخصيات فريدة ومزايا خاصة بهم، إلا أنهما قد يبدو متناقضين بسبب الاختلافات الجذرية في طريقة التعامل مع الحشود والتفاعل المجتمعي.
الشخص الاجتماعي غالبًا ما يُظهر براعة في التواصل ويستمتع بمشاركة الوقت مع الآخرين. لديهم القدرة على خلق ديناميكية اجتماعية مفعمة بالحيوية وتقدر الفرص التي تسمح لهم بالتفاعل بشكل دوري. هذا ليس لأن هم ليسوا قادرين على العزلة؛ بل عادة ما يحتاجون فقط إلى فترات منتظمة للتواصل لتجديد الطاقة والاستمرار في العمل الإنتاجي.
من جهة أخرى، الانطوائون هم أفراد يستمدون الطاقة من الخلوة الذاتية ويفضلون التفكير الهادئ قبل الالتزام بتفاعلات اجتماعية كبيرة. رغم ذلك، هذا لا يعني أنهم غير مهتمين بالتواصل البشري - فهنالك العديد منهم يمكنهم القيام بمهن تتطلب قدر كبير من الاتصال البشري ولكن بطريقة أكثر تحكمًا.
أحد الفروقات الواضحة الأخرى هي الطريقة التي يشعر بها هؤلاء الأفراد بعد الأحداث الاجتماعية. قد يعود الاجتماعي مرة أخرى مستعداً لمزيد من النشاط الاجتماعي، بينما قد يحتاج الانطوائي فترة راحة لإعادة شحن طاقته.
بالتالي، كل نوع له قيمة وأسلوب حياتيه الخاصة. بدلاً من النظر لهذه الصفات كـ "جيدة" أو "سيئة"، ينبغي تقديرهما كمكونات أساسية للإنسانية المتنوعة.