التعرية المائية هي أحد أهم العمليات الجيوفيزيائية التي تشكل سطح الأرض وتغيرها عبر الزمن. هذه العملية تتضمن تأثير الماء - سواء كان ذلك الأمطار الغزيرة، أو الأنهار والجداول المتدفقة، أو حتى الموجات البحرية - على التربة والصخور. النتائج الرئيسية لهذه التعرية يمكن تقسيمها إلى عدة أشكال رئيسية.
أولاً، يتمثل شكل التعرية الأكثر شيوعاً في القنوات والأودية العميقة. عندما يتحرك الماء عبر اليابسة، فإنه يحفر قنوات عميقة تسمى الأودية والتي قد تصبح أنهر كبيرة مع مرور الوقت. هذا النوع من التآكل يعمل بشكل خاص في المناطق ذات المنحدرات الشديدة حيث يميل الماء إلى التدفق بصورة أقوى وأسرع.
ثانياً، هناك شكلاً آخر مهم وهو "التحلل"، والذي يحدث عندما يقوم الماء بتكسير الصخور الصلبة مثل الحجر الجيري أو الرخام بسبب وجود حامض الكربونيك فيه. هذا الحمض ينتج نتيجة لتعرض ثاني أكسيد الكربون للهواء الرطب داخل الصخور نفسها مما يؤدي لتفكك المواد المعدنية واختزال حجمها.
بالإضافة لذلك، تلعب موجات البحار دوراً هاماً في عملية التعرية أيضاً. فهي تقوم بتفتيت الشواطئ والمرفأبات الصخرية خلال المد والجزر عبر سحب كميات كبيرة من الرواسب البحرية نحو الداخل أثناء المد العالي ثم عودتها مرة أخرى عند انحساره.
وأخيراً وليس آخراً، فإن تراكم رواسب الطمي والحصى الناجمة عن هطول الأمطار والعوامل الأخرى يشكل نوعاً جديداً من التغيير البيئي يسمى بالترسبات، والذي يلعب دور كبير جداً في خلق أرض جديدة وموائل جديدة للحياة البرية.
هذه بعض الأمثلة الواضحة لكيفية تعامل قوة الطبيعة الخفية ولكن الدقيقة وهي التعرية المائية مع سطح كوكبنا وما يخلفانه من آثار ملحوظة ومتنوعة للغاية.
