يشكل التدريب التعاوني جزءاً محورياً من مسيرة تطوير مهارات الشباب وخبراتهم العملية أثناء دراستهم الأكاديمية. إلا أنه رغم فوائده الواضحة كالتمكين والتواصل الفعال وإدارة الوقت الفعّالية, تواجه عملية التدريب التعاوني عدة عقبات كبيرة تحتاج لمناقشة ومعالجة. فيما يلي بيان تفصيلي لهذه العقبات وكيف تؤثّر على نجاح البرامج التدريبية التعاونية.
- نقص عدد المنشآت: إحدى أكبر المعوقات هي نقص المنشآت التدريبية المناسبة في مجالات محددة. مع ارتفاع الطلب سنوياً بسبب زيادة أعداد الطلاب الراغبين في اكتساب الخبرة العملية, تصبح الحاجة ملحة لإيجاد طرق مبتكرة لتوسيع نطاق مرافق ومراكز التدريب التعاوني بما يتناسب وأعداد المتدربين الحاليّة والمأمولة مستقبلاً. وقد يحدث الاستجابة لهذا التحدي عبر تشجيع القطاع الخاص على الانخراط بنشاط أكبر في المبادرات التعليمية -التقنية -الفنية وذلك لمنحه حافزاً مالياً ودافعا روحانياً للاستثمار بشكل ذكي وطويل المدى في دعم هذا النهج التربوي الحديث.
- تقاعس الشركات عن المساهمة: تعدُّ مسؤولية شركائنا التجاريين أساسية لكنها ليست دائماً ذات أولوية بالنسبة لهم. فالبعض ربما يعاني من عدم رؤية قيمة واضحة مرتبطة بالمشاركة في برنامج مشابه لما سبق ذكره مما يدفعهم للتراجع عنه تماماً. بينما يقوم البعض الآخر بمصادقة البرنامج النظرية فقط ثم يتخلون لاحقا عن التطبيق العملي له! وهناك أيضا أمر آخر مهم وهو سلامة وظروف بيئات العمل تلك والتي ينبغي مراعاتها جيدا قبل اتخاذ القرار النهائي حول قبول طلبات قبول طلاب محددين ضمن صفوف فرق عمل مختلفة داخل نفس المكان نفسه.
ومن هنا تأتي حاجتنا الملحة لبرامج تحفيز ملائمة سواء كانت مادية أم معنوية حتى وإن اقتضى الأمر تقديرا جديدا لقيمة المساهمات المقدمة لكل طرف. يجب كذلك وضع سياسات جديدة تضمن حقوق جميع الفرقاء وضمان تطبيقها بدون انتقاص كما اعتمد سابقا بأنك "مثالا" وليس إلزاما قانونيا رسميا ملزما لكل واحد منهم دون سواه..
- استعداد الطلبة للتدريب: كثيرا ما يفسر سوء فهم دور دور المتدرب الروابط الوثيقة بين ضعف أدائه وسلوكه وسوء صنعه لدى اصحاب الاعمال المحطة الأولى ليقدروا مدى توفره لأعمال وحاجات المستقبل القريبة المباشرة لديهم مباشرة خصوصا عندما تتعلق هذه الأعمال بأولويات قصيرة الامد تستوجب توفر كوادر بشرية مدربة سابقآ ويمكن الاعتماد عليها دون الحاجة لعناء إعادة تدريبها وفق معايير خاصة بها وحدها! وعليه فإن تشكيل آليات لتوعية مجتمع الجامعات بخصوص ماهيته ومراميه وما يتبعه من إجراءات مفصلة منذ بداية الدخول لنظام التدريس الجامعي ستكون الحل الأمثل لحل النكسات التي تؤدي لانقطاعات وظيفية مبكرة وغير مرضية لكافة الاطراف اعلاه سالفة الذكر .