كان ملوك الأنباط قادة بارزين أسسوا إمبراطورية نجدت خلال العصور القديمة. هذه الحضارة الثاقبة تركت بصمة واضحة في التاريخ العربي القديم وأثرت بشكل كبير على المنطقة التي نعرفها اليوم باسم الشرق الأوسط. سنستعرض هنا بعض الشخصيات الرئيسية لهذه الإمبراطورية واستحقاقاتها.
- الملك ذو القرنين: يعتبر الملك ذو القرنين مؤسس دولة الأنباط. وفقاً للتقاليد العربية، كان له دور فعال في بناء مدينة البتراء الشهيرة وتنظيم شؤون الدولة. يُذكر أنه قاد حملات عسكرية ناجحة توسعت بها حدود المملكة إلى ما وراء حدود النجدتين (النجد الشمالية والجنوبية). وقد أكسبته حكمته وحنكته لقب "ذو القرنين".
- الملك الريان بن عمرو: خلف الملك الريان ابنه بعد وفاة أبيه عام 96 قبل الميلاد تقريباً. اشتهر بحكمته وشجاعته أثناء معاركه ضد الرومان. لعب دوراً محورياً في تعزيز قوة الدولة الاقتصادية عبر تنمية التجارة بين بلاد الشام ومصر والبحر الأبيض المتوسط. كما اهتم بالبنية التحتية وبنى العديد من الطرق والمنشآت العامة مما عزز مكانة المدينة كمركز تجاري هام آنذاك.
- الملك حتنوس الثاني: تولى الحكم حوالي العام 40 ميلادي وكان معروفاً بشخصيته الثقافية والعسكرية. قام ببناء القلعة الهائلة المعروفة حالياً بقلعة العقبة والتي كانت تستخدم للدفاع عن البلاد ضد الغزوات الخارجية. بالإضافة لذلك، عرف عنه دعمه للفنون والحرف اليدوية المحلية، الأمر الذي ازدهر خلال فترة حكمه نتيجة تشجيع الفن التشكيلي والنحت وغيرهما من أشكال التعبير الفني والثقافي.
هذه فقط أمثلة قليلة للملكات والأمراء الذين شكلوا تاريخ الأنباط العريق وساهمو في بنائه ونمائه حتى عصر الجمهورية الرومانية عندما انتهى وجودهم كدولة مستقلة ولكن لم ينته التراث الإنساني للأمم الناجدة والذي مازالت آثارُه قائمةً شاهدةً على مجدهم الزاهر حتى يومنا هذا!