يركز أرسطو في كتابه "السياسة" على أهمية المدينة للدولة والنظام السياسي، مستندًا إلى اعتقاد بأن البشر بطبيعتها اجتماعية. وفقًا له، تعد المدن أكبر وأكثر تنظيمًا وأكثر قدرة على الوصول إلى صلاح أعلى مقارنة بالأشكال الأخرى للجمعيات الاجتماعية مثل الأسر والقرى. يقترح أرسطو ثلاثة أنواع رئيسية من العلاقات داخل الأسرة وهي علاقة السيد والعبد، والعلاقة الزوجية، وعلاقة الوالدين والطفل. بالإضافة إلى ذلك، يشرح مصطلح "فن الاكتساب"، وهو ضرورة توفير احتياجات الرعاية والاحتفاظ بها ضمن بيئة المنزل.
يعالج الكتاب أيضًا قضية العبودية، حيث يدعم أرسطو الاعتقاد القائل بأنه قد تكون هناك اختلافات خلقية بين الأفراد مما يجعلهم مناسبين إما للسلالة أو الخضوع لها. ومع ذلك، فهو يشدد على ضرورة تحقيق المصالح المشتركة لكل من الحاكم والخاضع للحفاظ على النظام الاجتماعي الجيد. وفي شرحه لعلاقة السيد والعبد، يلقي أرسطو نظرة تشبيهية حيث يقول إن السيد يتمتع بالقوة والعقلية، بينما يعتبر العامل مجرد وسيلة لتسخير الطاقة البدنية لتحقيق الغرض المفيد.
وبخصوص الاقتصاد والنظام الاقتصادي، يناقش أرسطو دور المال وكسب العيش وكسب المعيشة. يشير إلى وجود نوعين أساسيين للاكتساب؛ الأول طبيعي وفوري، ويتمثل في الحصول على المواد الخام اللازمة لإنتاج سلع يومية مباشرة للاستخدام الشخصي للأسر. أما الثاني فهو غير مباشر ويُطلق عليه اسم "الكسب غير الطبيعي"، المرتبط بالتجار والصرافين الذين يعملون على تخزين ونقل السلع الثابتة والقابلة للتحويل بغرض البيع والشراء. ويعارض أرسطو بشدة نهج زيادة الثروات لأن ذلك يعزز الإسراف والاستهلاك المفرط.
كان أفلاطون مدرسة فلسفية رائدة عاش منذ القرن الرابع قبل الميلاد وكان أحد طلاب سقراط الأكاديميون مباشرةً. أثرت آراؤه وأبحاثه الواسعة عبر مجالات متعددة - بما فيها علم الأحياء، وعلم الفلك، والأخلاق العامة والفردية، والتاريخ المحلي والدولي، واللغة المنطقية الناطقة، ومنظورات ميتافيزيقية متنوعة، والحوار الشعري العام والسري للغاية - طرق التفكير الإنساني لما يقارب ألفي سنة بعد موته.
