تُعتبر كلٌّ من الديمقراطية المباشرة وغير المباشرة نظاما حاكما أساسهما مشاركة الشعب وتعبيره عن رغباته وأهدافه. لكن هناك اختلافات جوهرية بين هذين النوعين من الديمقراطيات تُبرز أهميتهما وفائدتهما ضمن سياقات مختلفة.
- الديمقراطية المباشرة: هي شكل من أشكال الحكومة التي يسمح فيها المواطنون بشكل مباشر بتشكيل القوانين والمؤسسات السياسية الأخرى. هذا النظام عادة ما يتم تنفيذه عبر الاستفتاءات التي يشارك فيها جميع الناخبين المؤهلين لصنع القرار بشأن مسائل محددة معينة. الأمثلة الشائعة للدول ذات الحوكمة الديمقراطية المباشرة تشمل سويسرا وكوستاريكا وسويسرا نفسها والتي لديها تاريخ طويل لاستخدام هذه الطريقة للتصويت على القضايا الوطنية.
- الديمقراطية الفيدرالية (غير المباشرة): هنا، يقوم المواطنون بانتخاب ممثلين لحكومتهم المحلية والإقليمية والوطنية الذين يعملون نيابةً عنهم ويقررون السياسات العامة والقوانين بناءً على تعليمات ناخبيهم. يُعتبر الاتحاد الأوروبي نموذجاً بارزاً لهذه النظرة الحديثة للحكم الشعبي المدني المنظم بطرق أكثر فعالية بكثير مما كان عليه الأمر سابقاً عندما كانت الحكومات تحاول الحكم ككل واحد موحد فقط بدلاً من التنظيم حسب المناطق المختلفة ومتطلباتها الخاصة بها كل يوم وبشكل دوري منتظم أيضاً. ومن أبرز الدول المتبنية لنظامٍ مشابه لدولة الهند وجمهورية جنوب أفريقيا بعد نهاية نظام الفصل العنصري عام ١٩٩٤ .
إن الاختلاف الرئيسي يكمن في مدى التدخل الشخصي للمواطنين في العملية السياسية؛ فبينما يجتمع الجميع ويتخذ قراراته بأنفسهم بصورة كاملة وجامعة تمام الوحدة فيما نسميه "الحكومة المباشرة"، فإن العديد منهم سيختصر طريق العناء الجماهيري الواسع ليتمكن فرد أو مجموعة صغيرة مختارة وممثلة لهؤلاء الأبرياء من الحكم عنه وذلك وفقا لما تم الاتفاق عليه سابقا بموجب قواعد تسجيل الانتخابات المعتمدة لدى الهيئة التشريعية المعنية بذلك داخل تلك الدولة ذات الخصوصية الثقافية والمعرفية الخاصة بفئة شعبها داخليا وخارجياً أيضا أمام دول العالم اجمع ! وهكذا تصبح قدرتها للتأثير والتفاعل العالمي أقوى فأكثر قوة بالقوة النسبية لتلك الرغبات الشعبية الداخلية المقننة قانونيا رسميا خارج حدود أرض الوطن مليارات البشر الحيوانات والنباتات وكل الكائنات الحية اخرى كذلك! إذ أنها ستكون جزء أصغر حجماً ولكن اعلى شأنا مقارنة بحكوماتها المركزية التقليدية القديمة قبل عصر الثورات الصناعية الجديدة للعلم الحديث عصرا ثالثة الأنترنت مكان وجود الحقائق العلمية كشف خفايا أسرار الطبيعة بكل بساطة سهولة الوصول إليها الآن بما فيه متاح لكل ذوي الفكر المستقل الحر التفكير الجاد المبحر بحر الإبداع الخلاقي الإنساني الأخلاقي الأخلاق والأخلاقيين المتحضرين المتحضر جدًا لمن يريد حقا النهوض للأمام وليس الرجوع خطوات للوراء نحو الظلام الوسواس القطني بسبب جهل البعض ممن لم يعود قادر علي مواكبة سرعة تغييرات عالم اليوم الديناميكية جدا بسرعتها الهائلة للغاية عموما...
وفي النهاية تجدر الإشارة إلى نقطة هامة وهي أنه ليس بالضرورة تكون إحدى الطريقتين افضل دائماً مقارنة بالاخرى بل إن نجاعة تطبيق أي منهما تعتمد بدرجة كبيرة علی ظروف المجتمع السياسي والثقافي السائدة حينذاك بالإضافة لعوامل خارجية كثيرة أثرت تأثيراً مباشراً عليها منذ البداية حتى وقتنا الحالي أيضًا....
