يُعتبر كتاب "أساس البلاغة"، لأحد أشهر علماء العرب، وهو الوزير المتفنن أبو القاسم جمال الدين محمد بن أحمد الخوارزمي المعروف بالزمخشري، مرجعًا أساسيًا في دراسة وتحليل فنون ومعاني اللغة العربية الفصحى. ويضم هذا العمل الفريد بين دفتيه قرابة 1391 صفحة موزعة على جزأين، وقد عمل المؤرخ اللغوي محمد باسل عيون السود على تعزيز صحته ونشر نسخة محققة منه.
يشكل الكتاب أحد أبرز المعاجم البلاغية القديمة التي تسعى لفهم واستيعاب سر جمالية ودلالة كلمات اللغة العربية. فهو يقوم بتجميع وحصر المجازات والاستعارات المتنوعة المستخدمة في تراث أدب واحكام شريعة الإسلام. ويتبع المؤلف طريقة مرتبة وميسرة للسرد والتحليل وهي ترتيب الكلمات بحسب ورود الحروف الأبجدية والمعايشة المقارنة للأمثلة القصائدالعبرانية والنبوية والعادية لنقل الإشارة إلى العموميات العامة للغرض المنشود.
يتضمن الجدول التالي بعض الأمثلة الواضحة لشرح خصائص وأساليب اختيار الزمخشري لكل حرف بشكل مفصل ومتدرج:
| الفصل | العنوان | المثال | التوضيح |
|---|---|---|---|
|فصل الهمزة| كتاب الهمزة | ومن يبت والهموم قادحة/في صدره بالزناد لم ينم.| توضيح استعمال وهم مرادفات أخرى مثل قضمة وغصة.|
|كتاب الباء|الكتاب الثاني| إناء متأق شديد الامتلاء/وقد تئق.| مثال لتوسيع مجال فهم معنى التأقية (التوقف)|
|فصل الثاء|الثالث| فإن أنتم لم تأثروا بأخيكم/فشوا بآذان النعام المصلم.| استخدام حرف الثاء للتعبير عن التشابه أو التشبيه بما يشبه صوت الأذن, هنا آذان النعام.|
|كتاب الجيم|الرابع| ومن المجاز : جأر النبات / طال وارتفع .|استخدام نبات للمعنى العام للإرتفاع والصعود فيما يشبه الصوت الجار للجؤار.|
|الحرف الحادي عشر|| فلان يرأب أمور الناس/أي يصلحها.|مثل لاستخدام الراء للدلالة على التصليح والإصلاح والكرم بإصلاح أعمال الآخرين.|
|السابع عشر|| بات يسئد السير ليلته كلها/أي يديمها.|نموذج لكيفية تحويل فعل الماضي "ساعد" لصيغة اسم الفاعل "مساعد". |
هذا مجرد عرض مختصر لدقة وتعقيد التحليل الخاص بكل فئة ضمن هيكل بحث شامل قام به الشيخ الكبير ابن همام(الزمخشري) والذي يعد مستودعا هاما لإضاءة جوانب واسعة للعبارات العربية الجميلة وإستراتيجيتها المُستخدمة سواء كانت مباشرة أم مُفَوِّهة بمُساغات متنوعة تتناسب مع سياقات مختلفة من النصوص القرائنية والشعرية والسيرة والدينية وغيرها مما يؤكد مكانة لغتنا الرائعة وبراعة بلورتها لدى مؤلفينا القدامي.