التأريخ النسبي يعد جزءاً أساسياً من علم التاريخ الذي يركز على تحديد ترتيب زمني للأحداث بناءً على علاقاتها مع بعضها البعض بدلاً من تحديد تواريخ دقيقة لها بالسنوات التقويمية التقليدية. هذا النهج يعكس الفهم بأن العديد من الحقائق والتقاليد الثقافية والتاريخية قد يتم تناقلها عبر الأجيال دون تسجيل تاريخي دقيق.
في هذا السياق، يساعد التأريخ النسبي الباحثين على إعادة بناء سياق الإحداث والأثر المتبادل لها. مثلاً، يمكن استخدام الأدلة مثل الطباعة والحجر وآثار المباني لإظهار التسلسل الزمني للمراحل المختلفة للمدن القديمة. بالإضافة إلى ذلك، يستطيع العلماء أيضاً دراسة التحولات الاجتماعية والثقافية باستخدام هذه الطريقة.
على سبيل المثال، عندما ندرك أن حضارة ما قبل الإنكا كانت موجودة قبل وصول الإنكا وأنهما شاركتا نفس المنطقة الجغرافية، فإننا نقوم بتأسيس علاقة نسبية للوقت بين هذين المجتمعين بناءً على الأدلة الآثارية. وبالتالي، رغم عدم معرفتنا بالتاريخ الدقيق لهذه الفترة، إلا أنه يمكننا تقديم صورة أكثر اكتمالا وكاملة لتطور تلك المجتماعات داخل إطار زمني نسبي.
بشكل عام، يعمل التأريخ النسبي كأداة أساسية في استعادة وتوضيح المشهد التاريخي الصعب عند غياب الذاكرة المكتوبة أو الوثائق الرسمية. فهو يسمح لنا برؤية كيف تطورت الأمور بشكل متتابع حتى وإن لم يكن بإمكاننا تحديد الوقت الدقيق لكل خطوة.
