العصر الطباشيري، المعروف أيضاً بالعهد الطباشيري المبكر والثاني والثالث، والذي امتد لأكثر من 76 مليون سنة بين فترة الترياسيك والعصر الپاليوسين، شهد تغيرات كبرى في سجلات الأرض المناخية. هذا العصر يتميز بتطور الحياة البحرية الهائلة مثل الديناصورات غير الطائرة التي كانت تسود اليابسة، بالإضافة إلى ظهور الزهور والنباتات الورقية المتعددة الأوراق. ولكن كيف أثرت هذه التحولات البيولوجية على المناخ العالمي؟
في بداية العصر الطباشيري، كان هناك انقسام كبير بسبب الانفصال القاري الكبير الذي أدى إلى تشكيل محيط جديد يسمى "Pangaea". هذا الحدث الجغرافي قد لعب دوراً رئيسياً في تشكيل النظم المناخية للأرض. المناطق القطبية الشمالية والجنوبية، التي كانت مغطاة بغلاف جليدي سابقاً، بدأت بالتخلص التدريجي من الثلوج والجليد تحت تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري الجزئي الناتجة عن زيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وتشير الدراسات العلمية الحديثة بأن درجات الحرارة العالمية ارتفعت بشكل ملحوظ طوال عمر العصر الطباشيري، خاصة خلال مرحلة Albian وCenomanian Late. وقد أدى ذلك إلى تشكل غطاء نباتي كثيف ومتنوع حول العالم، مما ساعد في خلق بيئات أكثر دفئا واستقرارا للحيوانات والكائنات الأخرى. ومع ذلك، لم يكن كل جزء من الأرض يشهد نفس الظروف؛ فبينما ازدهر الجزء الاستوائي والمناطق المعتدلة بالنمو النباتي والحياة البرية، عانت بعض مناطق القطب الشمالى من البرد والقسوة نتيجة لتغير اتجاه الرياح والأحوال الجوية المحلية.
بشكل عام، يعد العصر الطباشيري مثال بارز لكيف يمكن للتغيرات البيولوجية والتكتونية أن تؤثر على النظام المناخي للأرض بطرق معقدة ومستمرة حتى اليوم.